وتعاظم مورس الأمر فما يدري ماذا هو فاعل حيال، وأول ما خطر له هو شراء ما ورد هيج من نسخ الكتاب وإعدامها جميعاً ولكن ما حيلته فيما نشر من النسخ في القارة وفي إنجلترا؟ وأعد رداً على ملتن لم يعد كونه دفاعاً عن نفسه ونفياً لما رمى به من تهم وبخاصة ما يتصل بعلاقاته بالنساء، تلك التهمة التي جعلت الأمهات في كل بيت يجفلن من دخوله عليهن وعلى بناتهن الأمر الذي أحزنه وأزعجه حتى كاد يذهب بصوابه.
ولم يشأ ملتن أن يسكت حتى على هذا الكتيب الذي رد به مورس، فبادره بكتيب سماه (الدفاع عن نفسه) وعاد يسخر فيه من مورس، ويضيف إلى ما رماه به من مطاعن شخصية مطاعن جديدة ليست دون سآلفها إفحاشاً وإقذاعاً، وعقب مورس على هذا محاولاً أن يبرئ نفسه من كل ما رمى به، ولكن ملتن يأبى إلا أن تكون له الكلمة الأخيرة ولذلك لقيه برد ثالث آثر بعده مورس الصمت فلا طاقة له بهذا الذي يرسل الصواعق عليه لا يني ولا يفتر ولا يريد أن يسمع دفاعاً ولا استغفاراً.
هذه هي قصة النزاع بين ملتن وبين سلاميس ومورس وهي قصة كما رأينا حوت الكثير مما يكشف لنا عن جوانب شخصيته ويرينا جانباً من آرائه وموقفه من كرمول وحكومته ورجال عصره.