وقد اعتقد المصري أن الغرض من النبيذ هو إدخال السرور على نفسه، كما أولع بإقامة الولائم فكان الجار يدعو جيرانه ليقضوا معاً (يوماً سعيداً). ونرى في الرسوم الضيوف من رجال ونساء جالسين في هدوء يشاهدون ما أعد لهم من وسائل التسلية والسمر يشمون أزهار اللوتس ويحتسون النبيذ من الطاسة عندما تقدم لهم، وفي أثناء ذلك تعزف فرقة موسيقية على العود والقيثارة أنغامها الشجية، ويقوم المغنون بدورهم ويصفقون بأيديهم تصفيقاً منتظماً، ويعرض الراقصون والراقصات حركات بسيطة بالأذرع الأرجل والجسم. ويجب أن نذكر أن الموسيقى والرقص لم يكونا وسائل للتسلية فحسب، بل استعملا بكثرة في الحفلات الدينية والجنائزية.
ويظهر من الرسوم التي وصلتنا أن المصارعة كانت أكثر الألعاب الرياضية انتشاراً، ولم تقتصر الرياضة على الرجال، بل أخذ النساء بقسطهن فيها، ولدينا رسم واحد لسيدات يلعبن الكرة، ورسوم كثيرة عن سيدات يقمن بحركات بهلوانية، ولاسيما الشقلبة إلى الخلف. فإذا أراد القوم تسلية هادئة، لجئوا إلى ألعاب منزلية شتى يلعبونها بقطع ولوح خشبي أشبه بالشطرنج ومن أبسط الألواح التي عثر عليها وأقدمها لوحة عليها رسم في شكل ثعبان ملتف حول نفسه. ونرى ألواحاً أخرى مقسمة مربعات عددها أربعة وعشرون أو ثلاثون، تتحرك عليها القطع طبقاً لقواعد نجهلها، ولعلها اللعبة المعروفة اليوم باسم (السيجة) والتي لا يزال يلعبها كثيرون من أبناء الصعيد.