للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يأتي من الجسم المرئي إلى العين، وقد بحث كثيراً في العدسات وحاول استعمالها في إصلاح أمراض العين، وكتب في الزيغ الكري وفي تعليل الشفق وهو إلى جانب ذلك أول من رسم العين، وبين جميع أجزائها، وكيفية تشريحها، ووضع أساس آلة الاسترينسكوب.

على أننا لسنا في صدد تدوين تاريخ ابن الهيثم أو بيان مآثره فذلك أمر لا تفي المقالة، ولا المقالات حقه، ولهذا فإننا نكتفي بهذه اللمحة الموجزة عنه؛ لنتقدم بفقرة أخرى موجزة نشير بها إلى مواطن ابتكار العبقرية العربية في هذا العلم الجليل الشأن.

يقول درابر: (لقد قرر العرب في الميكانيكا نواميس سقوط الأجسام وطبيعة الجاذبية، وعللوا القوات الميكانيكية، واصطنعوا في نقل المائع وموازنتها الجداول الأولية للجاذبية النوعية، وبحثوا في طفو الأجسام وغرقها في الماء. . . وأثبتوا أننا نرى الشمس والقمر قبل الشروق وبعد الغروب، ومما قال أيضاً: والذي يدهش كثيراً أن نتصور أشياء نفاخر بأنها من ابتكارنا ثم لا نلبث أن نراهم قد سبقونا إليها. فتعليمنا الحاضر في النشوء والارتقاء كان يدرس في مدارسهم وحقاً إنهم وصلوا إلى الأشياء الآلية وغير الآلية فكان المبدأ الرئيسي في الكيمياء عندهم، والمظهر الطبيعي للأجسام المعدنية)

وقال جوتيه: (لقد علمنا العرب صنع البارود، وعمل إبرة السفينة؛ وعلينا أن نقدر دائماً مدى الشوط الذي كانت تقطعه مدينتا لو لم تقم على مخلفات المدينة العربية، ولقد عرف العرب قبل غيرهم آلة الظل، والمرايا المحرقة بالدوائر، والمرايا المحرقة بالمقطوع وقطعوا شوطاً بعيداً في علم الميكانيكيات) وجاء عن سيد ليو: (أن هارون الرشيد الخليفة العباسي قد أهدى إلى شارلمان ساعة دقاقة، فلما أطلع عليها حاشيته تعجبوا كثيراً من أمرها، وحاروا في معرفة تركيب آلاتها).

وقد حاول حكيم الأندلس عباس بن فرناس الطيران، وأخترع صناعة الزجاج من الحجارة، وكتب في الموسيقى، ووضع آلة المثقال التي يعرف بها الوقت على غير حساب، ومثل في بيته السماء بنجومها وغيومها وبروقها ورعودها تمثيلاًيقرب من الحقيقة، وقد سبق العرب إلى معرفة الطباعة فألف أبو بكر القدسي كتاباً في الخواص، وصنعة الآمدة وآلة الطبع غريب في معناه.

الطب والكيمياء:

<<  <  ج:
ص:  >  >>