للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أعراضهما، ومعالجتهما، وطرق الوقاية منهما؛ وكان أول من أستعمل (الفتائل) في العمليات الجراحية، وكذلك الأنابيب التي يمر منها الصديد والقيح والإفرازات السامة، وقد ألف في الطب ما يناهز (٢٠٠) كتاب وقد ترجمت جميعها إلى اللغة اللاتينية.

وكان الطبيب مروان بن زهر الأشبيلي مستفيض الشهرة في العالم الأوربي، فهو أول عالم بالطفيليات، وفي معرفة مكروب الجرب، وأول من وصف شلل البلعوم، والتهاب الأذن الوسطى، ووصف لبن الماعز في علاج الدرن.

وقد كان أبن رشد إلى جانب تفوقه في الفلسفة طبيباً لا يجاى، وما زالت كتبه تدرس في أرقى جامعات العالم، فهو أول من أشار وعلل الدورة الدموية كتابه (الكليات) الذي استمد منه وليم هارفي معظم نظرياته وبنى عليها. ومن أطباء العرب الأعلام موسى بن ميمون وله شهرة واسعة في عالم الطبابة.

وقد سبق العرب إلىمعرفة مرض النوم، وسموه النوام، ووصفوا علاجه وصفاً علمياً دقيقاً، وسبقوا أيضاً إلى استعمال الحجامة في أمراض الصرع، واستعمال الماء البارد في الحمى الدائمة وقرح العين واستخراج الجريم العدسي الشفاف منها، وهم أول من عرف الطاعون وكيفية علاجه، وانتقال العدوى عن طريق الملابس والأوعية والحلي.

ومن آثار العرب التي سبقوا إليها، تأسيس البيمارستانات لمعالجة الأمراض العقلية؛ ويعزى إليهم الفضل الأول في إقامة المستشفيات، وكان نظامها وتجهيزاتها في غاية من الكمال والإبداع، وكانت إمبراطوريتها الواسعة تغص بآلاف من المستشفيات الراقية، وقد ذكر العلامة الأمريكي فكتور روبنصن أنه كان في طليطلة وحدها ما يزيد على أربعمائة مستشفى.

وقد برع العرب أيضاً في فن الصيدلة، ويشهد كتاب (الجامع في الأدوية المنفردة) لأبن البيطار بعلو كعبهم في هذا الباب فقد جمع فيه ما يناهز الألفين وصفة من أوصاف العقاقير المشهورة، ويعتبر هذا الكتاب اليوم في العالم الأوربي مرجعاً أساسياً في الوصفات الطبية والعلوم الغذائية وقد سبق العرب الأوربيين في وضع الأواني الزجاجية الكبيرة التي تحتوي على السوائل الملونة عند مدخل الصيدليات، وقد ميزوا بين مخازن العقاقير و (الأجزخانات) وإلى العرب يرجع الفضل في إدخال التمر الهندي، والمسك، والسنامكي،

<<  <  ج:
ص:  >  >>