وقال هوفي عابساً (أظن أنه كان يجب أن تخبرني يا آلن، ولا تتركني أخدع نفسي إلى هذا الحد).
- في الحقيقة لم يتصور عقلي أنك توزع الصدقة بتلك الطريقة الطائشة. إني افهم تقبيلك نموذجاً جميلاً، ولكن إعطاءك جنيهاً لنموذج قبيح - لا، بالله، لا! فهذا مستحيل. وعلاوة على ذلك فالحقيقة أني أنكرت وجودي في الأستوديو لكل طارق اليوم، فعندما دخلت أنت لم أعرف هل يحب (هوسبرج) أن يذكر اسمه، فأنت تعرف أنه لم يكن يرتدي ملابسه الرسمية.
- لابد أنه حسبني شيخ البلهاء في هذا البلد.
- لا، أبداً. فقد كان مسروراً بعد خروجك، وكان يحدث نفسه ويمسح يديه المجعدتين؛ ولم أستطع أن أستنتج سبب شغفه بمعرفة كل شيء عنك، ولكني فهمت كل شيء الآن.
- (إني شيطان عديم الحظ) زمجر هوفي (خير ما أستطيع عمله هو الإيواء في مخدعي. ويا عزيزي آلن يجب ألا تخبر أحداً بما حدث، فإني لا أستطيع أن أواجه المجتمع)
- ولم ذلك؟ إن عملك هذا لأقوى دليل على حبك لخير البشر يا هوفي. والآن خذ سيجارة أخرى وتحدث عن (لورا) بقدر ما تحب.
بيد أن (هوفي) لم يطع وذهب إلى منزله حزيناً مكتئباً، وترك (آلن تريفور) يقهقه من شدة الضحك.
وفي الصباح التالي في أثناء تناول (هوفي) طعام الإفطار حمل إليه الخادم بطاقة كتب عليها (المسيو جوستاف فودان من طرف البارون هوسبرج) فأمر الخادم بدخول الزائر ودخل الحجرة رجل عجوز بمنظار ذهبي وشعر رمادي وقال بلهجة فرنسية (هل لي شرف التحدث مع المسيو أرسكاين؟).
فانحنى هوفي.
وقال الرجل:(جئت من عند البارون هوسبرج، والبارون. . .).
تلجلج هوفي (أرجو يا سيدي أن تقدم للبارون أصدق اعتذاراتي).
فقال الرجل العجوز مبتسماً:(كلفني البارون أن أحمل إليك هذه الرسالة)، وقدم له مظروفاً