- ولكنه يبدو بديعاً في هذا النوع من الملابس. وأنا لا أرسمه بملابسه الرسمية السوداء مقابل أي ثمن؛ لأن الذي تدعوه أنت خرقاً بالية أسميه أنا خيالاً رائعاً، وما يبدو لك فقراً مدقعاً هو ما يستحق التصوير عندي. وعلى كل حال سأخبره باستعدادك لمنحه بعض الملابس.
فقال (هوفي) جاداً (آلن! أنتم معشر الرسامين لا قلب لكم).
- قلب الفنان رأسه، وعلاوة على ذلك لا تنس أن عملنا تصوير العالم كما نراه لا كما يجب أن يكون؛ ولكل عمله، والآن أخبرني كيف حال لورا فالنموذج العجوز أظهر اهتمامه بها.
- إنك لا تعني أن تقول إنك حدثته عنها؟
- بل فعلت بلا ريب. فهو يعرف كل شيء عن الضابط القاسي الفظ و (لورا) الحلوة والعشرة آلاف جنيه.
فصاح (هوفي) محمراً من شدة الغضب (أتخبر ذلك المتسول العجوز عن جميع شؤوني الخاصة؟).
وقال تريفور مبتسماً (يا ولدي العزيز! ذلك المتسول العجوز، كما تدعوه؛ من أثرى رجال أوربا. فهو يستطيع شراء لندن غداً دون أن يسحب أكثر من رصيده، وهو يملك قصراً في كل عاصمة، ويتناول الطعام في أطباق من ذهب، ويستطيع أن يمنع روسيا من دخول الحرب عندما يرغب في ذلك).
- ماذا تعني بالله عليك؟
- إن الرجل الذي رأيته في الأستوديو اليوم هو (بارون هوسبرج) وهو صديق حميم لم يبتاع جميع صوري، وقد أعطاني جعلاً في الشهر الماضي لأرسمه في زي شحاذ! ماذا ترجو من أهواء مليونير؟ ولكن يجب أن أعترف أنه بدا مثالاً رائعاً في خرقه، أو في ملابسي أنا، لأن ما كان يرتديه إن هو إلا عباءة قديمة لي اقتنيتها من أسبانيا.
فصاح هوفي (بارون هوسبرج! يا الله! فقد نفحته جنيهاً!) وغاص في المقعد المريح مرتعباً فزعاً.
وانفجر تريفور في الضحك (منحته جنيهاً! لن تراه ثانية يا ولدي العزيز، فما أعماله إلا