العامل أن يبعث بامرأته إلي العمل، فجاءت قضية الدور التي زعم المناطق أنها من المستحيل!
أفنبدأ نحن من حيث أراد الغرب أن ينتهي؟ أتلحق ما هم يريدون الفرار منه؟!
وهذه هي الصناعات، فأيها تصلح له المرأة العادية وتعدل فيه الرجل؟ اعرضنها كلها من تكسير الحطب وتنظيف المجاري وكنس الطرق إلى المحاماة والقضاء والنيابة والوزارة، وأخبرنني عما تخترن منها. . .
نعم، إن الدهر يجود أحياناً بنساءٍ نابغات يصلحن لبعض أعمال الرجال، ولكن الكلام على سواد الرجال والنساء لا على النادر، فكم هي نسبة الصالحين لكل من هذه الأعمال من الجنسين؟ وإذا صلح لها النساء فهل يصلح الرجل (بالمقابلة) للطبخ وإدارة المنزل وتربية الطفل؟ إن هذا ينتهي بنا إلى إعلان (مساواة الجنسين)، وأنه لم يبق محال للتفريق بين رجل وامرأة؛ وإذن يجب على الحكومة أن تسن قانوناً يجعل الحَبل على كل منهما سنة، فهي تحبل مرة وهو مرة، وهي ترضع ولداً وهو يرضع ولداً، وأن ينص هذا القانون على أن من يستعمل (نون النسوة) يعاقب بغرامة قدرها عشرة جنيهات!
يا سيداتي، إنكن تعودتن منا التشجيع والتصفيق والهتاف، ولكن المسألة خرجت عن المجاملات وصارت مسألة موت لهذه الأمة أو حياة، فأعدن التفكير في أسس هذه النهضة، واجعلن مصلحة الأمة هي الميزان فيها!
يا سيداتي لقد كنا نرجو منكن أن تدفعن عنكن هؤلاء السفلة من الرجال، وأن تصفعهن على وجوههم النجسة، كما تصفع المرأة العفيفة أحد هؤلاء الكلاب إذا حاول الاعتداء عل عفافها، وأن تقاطعن هذه المجلات الداعرة الخبيثة التي تؤذي شرفكن باسم الصحافة والفن، وأن تثرن على هذه الأفلام السينمائية الداعرة، وأن تخرجن معلمات حاذقات وتنادين بمنع كل شاب مهما كان شأنه، معلماً أو مفتشاً أو ناظراً، من تجاوز عتبة مدرسة من مدارس الإناث، فهل تحققن هذا الرجاء، هل تقمن هذه النهضة على أساس الدين والخلق والعلم النافع؟!