فوقع في نفسه أنه لا يمكن الإتيان بشبيه له لدقته وبعده عن الإفهام، فلما تهدى إليه الشاعر ووجده في قلم لم يصب من المداد إلا قليلا ووجد جرير أن الشبه تام بين المشبه والمشبه به عدياً على هذه القوة البيانية.
أما أنه حسده على أنه أتى بشبيه حضري فمعنى ذلك أن جريراً كان يتوقع من الشاعر أن يهتدي لهذا التشبيه نفسه أو مثله من التشبيهات الحضرية، وما أظن جريراً خطر على باله شيء من ذلك. وهب أن شاعراً شبه شيئاُ بدوياً بشيء حضري وكان التشبيه ضعيفاً واهناً أكان يعجب ذلك جرير. لا. وإنما إعجابه كان لما ذكرنا.
٥ - كنت أحب للأستاذ شاهين أن يخلو نقده من هذه الكلمات.
(فليسمح لي الزميلان الطنطاوي والعماري أن ألفت نظرهما إلى مزالق ما كنت أحب لهما أن يتورطا فيها أو ينحدرا إليها).
وقوله:(فأما إذا انحدرت إلى هذا فهلم) وقوله: (وليس هذا بالكلام يصغي إليه) إلى غير ذلك من الكلمات التي تجرح وأظن أنا كلنا له صاعاً بصاع فان زاد زدناه.