محمد فكان كريم الأخلاق حسن العشرة عذب الحديث صحيح الحكم صادق اللفظ، وقد كانت الصفات الغالبة عليه هي صحة الحكم، وصراحة اللفظ، والإقناع التام بما يعمله ويقوله. . . إن طبيعة محمد الدينة تدهش كل باحث مدقق نزيه المقصد بم يتجلى فيها من شدة الإخلاص، فقد كان مصلحاً دينياً ذا عقيدة راسخة، ولم يقم إلا بعد أن تأمل كثيراً وبلغ سن الكمال بهاتيك الدعوة العظيمة التي جعلته من اسطع أنوار الإنسانية في الدين. . . ولقد جهل كثر من الناس محمداً وبخسوه حقه. . . ولقد منع القرآن الذبائح البشرية والخمر والميسر، وكان لهذه الإصلاحات تأثير غير متناه في الخلق، بحيث ينبغي أن يعد محمد في صف أعاظم المحسنين للبشرية. . . إن حكمة الصلاة خمس مرات في اليوم هي إبقاء الإنسان من الصباح إلى المساء تحت تأثير الديانة ليكون دائماً بعيداً عن الشر. وحكمة الصيام تعويد المؤمن غلبة شهوات الجسم، وزيادة القوة الروحية في الإنسان. وحكمة الحج هي توطيد الإخاء بين المؤمنين وتمكين الوحدة العربية فهذا هو البناء العظيم الذي وضع محمد أساسه، وثبت وما يزال ثابتاً إزاء عواصف الدهور الدهارير.
وقال ولز: إن ديانة محمد كان فيها روح حقيقية من العطف والكرم والإخاء، وكانت بسيطة مفهومة سائغة، وكانت ملأ بمكارم الأخلاق وعلو النفس والمعالي التي يشغف بها أهل البادية.
وقال العلامة هيار أستاذ الألسن الشرقية في باريس في كتابه (تاريخ العرب): اتفقت الأخبار على أن محمداً كان في الدرجة العليا من شرف النفس، وكان يلقب بالأمين، أي الرجل الثقة المعتمد عليه إلى أقصى حد، أي كان المثل الأعلى في الاستقامة.