وقال المؤرخ ولز الإنجليزي كبير كتاب إنجلترا: كان النبي محمد زراعياً وطبيباً وقانونياً وقائداً، وأقرأ ما جاء في أحاديثه تتحقق صدق ما أقول، ويكفي أن قوله المأثور:(نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع) هو الأساس الذي بني عليه علم الصحة، ولم يستطع الأطباء على كثرتهم ومهاراتهم أن يأتوا بنصيحة أثمن من هذه. وقال إن محمداً هو الذي استطاع في مدة وجيزة لا تقل عن ربع قرن أن يكتسح دولتين من أعظم دول العالم وأن يقلب التاريخ رأسا على عقب، وأن يكبح جماح أمة اتخذت من الصحراء المحرقة سكنا لها واشتهرت بالشجاعة ورباطة الجأش والأخذ بالثأر واتباع آثار آبائها، ولم تستطع الدولة الرمانية أن تغلب الأمة العربية على أمرها. فمن الذي يشك أن القوة الخارقة للمادة التي استطاع بها محمد أن يقهر خصومه هي من عند الله.
وقال غوستاف لوبون: يستعيد العالم الإسلامي اليوم من قوته ما يضطر أوربة إلى أن تطأطأ له رأسها.
وقال المؤرخ الفرنسي لافيس: كان محمد مشهوراً بالصدق منذ صباه حتى كان يلقب بالأمين. . الخ.
وقال غود فزوا دمبومبين وبلاتونوف في (تاريخ العالم): غاية ما نقدر أن نجزم به هو تبرئة محمد من الكذب والمرض، وإنما كان محمد ذا مواهب إلهية عليا ساد بها أبناء عصره، وهي رباطة الجأش وطهارة القلب وجاذبية الشمائل ونفوذ الكلمة وأنه كان عابداً عظيماً، وأنه كان يجمع بين حرارة الاعتقاد بالرسالة التي هو مأمور بها من جانب الحق تعالى، وبين ملكة الأعمال الدنيوية ومعرفة استخدام الوسائل اللازمة لنجاح تلك الرسالة.
وقال غروسه صاحب (مدنيات الشرق): كان محمداً لما قام بهذه الدعوة شاباً كريماً مملوءاً حماسة لكل قضية شريفة، وكان أرفع جداً من الوسط الذي كان يعيش فيه، وقد كان العرب يوم دعاهم إلى الله منغمسين في الوثنية وعبادة الحجارة، فعزم على نقلهم من تلك الوثنية إلى التوحيد الخالص البحت، وكانوا يفنون في الفوضى وقتال بعضهم بعضاً، فأراد أن يؤسس لهم حكومة ديمقراطية موحدة، وكانت لهم عادات وأوابد وحشية تقرب من الهمجية، فأراد أن يلطف أخلاقهم، ويهذب من خشونتهم. . . الخ.
وقال الأستاذ منوته أستاذ اللغات الشرقية في جامعة جنيف في كتابه (محمد والقرآن): أما