للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الفضائل كلها صور جذابة حالية يكفي أن تهتدي الفطر السليمة إلى حقائق جمالها، أو تشهدها على المتخلفين بها حتى تجنح إلى اكتسابها والتمسك بأسبابها. قال الأحنف بن قيس: تعلمت الحلم من قيس بن عاصم!

والذي يتفهم قول عليّ عليه الرضوان: أول ما عوض الحليم من حلمه أن الناس كلهم أعوانه على الجاهل. لا يرى في الحلم إلا خيراً كله. بل من يعرف أن الله سبحانه سمى نفسه (الحليم) ولم يتسم بالعاقل أو العالم يتبين له قدر الحلم بين الفضائل بحالة لا تدع له دون التمسك به من سبيل.

يقول الغزالي في كتاب ذم الغضب من سفر الإحياء: ينبغي أن يعالج هذا الجاهل - يعني الغضوب غير المتحلم - بأن تتلى عليه حكايات أهل الحلم والعفو، وما استحسن منهم من كظم الغيظ، فإن ذلك منقول عن الأنبياء والأولياء والحكماء والعلماء وأكابر الملوك الفضلاء، وضد ذلك منقول عن الأكراد والأتراك والجهلة والأغبياء الذين لا عقول لهم ولا فضل فيهم.

(للحديث بقية أخيرة)

محمود عزت عرفة

<<  <  ج:
ص:  >  >>