توفيق - خذها أَيها الأبله. من ذا يرفض قبلة من شهرزاد؟
قمر - (يخرج سريعاً). . .
توفيق - هرب الأحمق.
شهرزاد - (تنظر إلى توفيق ملياً) عرفتك أَخيراً.
توفيق - (باسما) أَعرفتني؟ من أَنا؟
شهرزاد - أَأَنت هو؟ أَم أَنك تعيش فيه؟
توفيق - من هو؟
شهرزاد - شهريار!
توفيق - صه. لست أَدري. . . لست أَدري. . . هذا سؤال لا ينبغي أَن يوضع. ولا ينبغي أَن يلقى عليّ.
شهرزاد - إذن ارتفع. فما أَنت إلا شبح من الأشباح.
توفيق - شبح من؟
شهرزاد - شبح شهريار.!
توفيق - لا تقولي هذا. إنما هو الشبح وأَنا الحقيقة.
شهرزاد - أَمام الأبد هو الحقيقة التي ستبقى وهو خالقك وهو مخلدك، وما أَنت إلا خيال سوف تتبعه صاغراً على مرّ الأيام. وان ذكر اسمك على الدهر فإنما يذكر خلف اسمه. انك تزعم الآن أنك صانعنا ومبدعنا أَمام ذلك الزمن المحدود، وإنما نحن في الحقيقة صانعوك ومبدعوك في الغد أَمام الخلود. . .
توفيق - ويل لي.
شهرزاد - ماذا بك؟
توفيق - أأنا عنك شبح؟ تلك هي السخرية الكبرى! في وحدتي ينخر في نفسي الشك. فإذا هبطت بينكم ألتمس اليقين علمت إني شبح لا حقيقة. وإني وليد صنعكم أنتم أمام الدهور.