واليوم أيها الزورق الحالم، تأتي طائراً في أربعين ساعة من أقصى الأرض، وفي هبوة من هبوات الرياح تثير غباراً في أثرك هو لا شك رفات مسحوق من عظام أولئك الرواد الذي ماتوا على الطريق ودفنوا فيه!
وحسبهم عزاء أنهم رأوا ذواتهم غباراً يلحق ذيلك الجرار. . وأن رأوا أحفادهم يمتطونك في خيلاء القوة، وعزة الحديد وقبضة العلم كأنهم ركب من الجن في زي ناس. .
وهل تملك الجن الحمراء أن تطير في عالم الثلوج البيضاء؟!
أفتنا يا سليمان! فأنك أعلم الناس بعالم الريح، وصاحب البساط ومسخر الجن وملهب ظهورها بالسياط!
وعليك السلام، فقد كنت ثمرة مبكرة في شجرة الإنسانية مدت أحلامها وغذت آمالها وأفهمتها أن أحلام القدرة والانطلاق في حيز الإمكان، فلم تيأس حتى وصلت إلى تلك (الكرامات) العامة بعد تلك (الكرامات) الخاصة التي صنعها الله لبعض أصفيائه ليشير للنوع بهم إلى طريق التحرر والقدرة والانطلاق!