للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كتاب (نفحات من سيرة السيدة زينب) وضعه الأستاذ الشيخ أحمد الشرباصي ونقده الأستاذ كامل السيد شاهين في مجلة (الرسالة) بتاريخ ١٢ من ذي القعدة سنة ١٣٦٥، وفي مجلة الإسلام بتاريخ ١٦ من الشهر نفسه فبين الكلمتين أربعة أيام فقط، ولكن هذه المدة القصيرة غيرت رأي الناقد. ولو كانت إحدى المجلتين تصدر في أمريكا أو في الصين، ولو كان بين النقدين زمن طويل لالتمسنا للناقد عذراً، ولا يمكن أن يحمل كلامه في (الرسالة) إلا على أنه مجاملة لزميله وصديقه، ولكن كان يجب أن يفهم أن (الرسالة) ومثيلاتها من المجلات التي تكتب للخاصة ليست موضعاً للمجاملات.

ولنسق جملة من كلتا الكلمتين ليعرف القارئ إلى أي مدى تكون المجاملة. وفي مقال الرسالة ص١١٢٢ (والكتاب بعد ذلك عرض تاريخي أنيق لحياة هذه السيدة الكريمة. فللوعاظ والمرشدين والمؤرخين المعنيين بتحقيق الشخصيات الإسلامية البارزة لهؤلاء جميعاً وضع هذا الكتاب جامعاً بين دقة البحث وطلاوة الأدب. . الخ). فالكتاب إذن للمؤرخين الذين يعنيهم التحقيق والتدقيق وصاحبه قد بذل فيه جهداً جباراً حتى جاء دقيق البحث، فما له يصبح في مجلة الإسلام عارياً عن التحقيق جامعاً بين الغث والثمين والطم والرم، حتى في أخص ما يجب فيه التحقيق وهو تأويل آيات الله الكريمة قال الناقد ص ١٨ (نحا المؤلف في تأويل الآيات القرآنية منحى شيئاً، وذلك يذكرنا بشر ما يقع فيه إنسان أن يكون كتاب الله الكريم خاضعاً في تأويله لمجارى الأهواء، وقد انساق كثير من المفسرين في هذا التيار عن غفلة وثقة بمن يأخذون عنهم، وما كنا نحب من المؤلف أن يأخذ مما قاله الرواة والمفسرون بدون تحقيق ولا تمحيص). وإذا كان في هذه الفقرات يعيب على صاحبه عدم التحقيق في تفسير الآيات القرآنية، فهو في موضع آخر يعيب عليه عدم التحقيق في الروايات التاريخية وهي ما قام الكتاب عليها، فلا مندوحة لمن يقرأ كلماته أن يعتقد أن المؤلف لم يحقق ولم يدقق في أصول كتابه أو فروعه. قال الناقد في مجلة الإسلام ص١٨ أيضاً (وآخر ما أذكر به المؤلف أن يراجع ما كتب، ولا يأخذ من أفواه المؤرخين والمفسرين أخذاً لينظر فيما قيل ويعرضه على شك عقله، وحقيقة دينه، فأما أن يجمع بين الغث والسمين فذلك غير ما نأمل فيه)، وقد تلفت القارئ هذه الكلمة من الناقد (وحقيقة دينه) ولا عجب فإن الناقد يرى المؤلف بعيداً عن روح الإسلام في بعض ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>