للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ألم يحرك إصبعه! أيها الجند تنحوا. دعوه يستنشق شيئاً من الهواء. أعطوه قليلا من الماء. اجمعوا هذه الأوراق والأعشاب وضعوها تحت رأسه. اخلعوا شكته، وارفعوا عنه خوذته. ها هو ذا يتنفس. يخيل إلي أنه فتح عينيه ثم أغمضهما. ولكن من الذي لمس كتفي (يلتفت وراءه) هذا فرس مارسيل. لا يمتطيه من بعده أحد. إيه حتى هؤلاء الرومان بدءوا يتذوقون النعيم. ما هذه الحلي الذهبية (مشيراً إلى الفرس).

قائد غالي: يا لَلِّص. إن هذه السلاسل كانت قلادة مليكنا. وقد انتقمت منه الآلهة.

هينيال: سوف نتكلم عن الانتقام بين أسوار روما. ابحث عن طبيب الآن فالسهم يجب أن ينزع مهما كان عميقاً. أرسلوا السفن إلى قرطجنة وقولوا لها إن هينيال على أبواب رومة وإن قاهر سيراقوسة قد وقع مقهوراً. لقد سقط مارسيل الذي كان يحول بيني وبين روما. (مخاطباً مرسيل) أيها الرجل الشجاع. أني أحاول أن ابتهج ولكني لا أستطيع. هذا المحيا أي جلال فيه! وهذا القوام أي عظمة تحتويه! إنها لعظمة أولئك الذين سمعنا عنهم في أرض النعيم. أولئك الذين جاهدوا وخروا على الأرض المضمخة بدمائهم ثم تأمل: ما أبسط سلاحه وعدَّته!

قائد غالي: لقد قتله أصحابي. بل أغلب الظن أني قاتله. إن هذه السلاسل الذهبية وقد كانت لمليكي يجب أن تكون من نصيبي. إن شرف بلادي يقضي أن لا يأخذها غيري.

هينيال: يا صاحبي إن عظمة مرسيل كانت في غنى عن هذه السلاسل، فلما قتل مليككم لم يحتفظ بها لنفسه ولا للآلهة ولكنه وضعها على فرسه. .

قائد غالي: اسمع لي يا هينيال.

هينيال: ماذا تقول؟ أفي هذه اللحظة التي يرقد فيها مرسيل أمامي مثخناً بالجراح وهو بين الحياة والموت، أفي هذه اللحظة التي قد تعود فيها حياته إليه فيساق في موكب النصر إلى قرطجنة، أفي الوقت الذي تنتظر فيه إيطاليا وصقلية واليونان تلبية أوامري، أفي هذا الوقت تسألني أن أستمع لك؟ ولكن هوّن عليك! سوف أعطيك سرجي هذا المرصع بالجواهر، وهو أثمن من هذه السلاسل عشر مرات.

قائد غالي: لي أنا!

هينيال: نعم لك أنت.

<<  <  ج:
ص:  >  >>