للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جادلته أو ماريته قط. بل كنا نلتقي التقاء صديقين تقاربت قلوبهما وعقولهما، ومعارفهما، وعواطفهما، وآراؤهما.

وما لقيته أو كتبت إليه، أو حملت أحداً إليه رسالة، أو بلغت عنه قولا أو خبراً إلا فرحت وهششت، والتمست السرور في ذكراه، وحاولت أن أسره بكلمة من الجد أو المزاح يسمعها أو يبلغها.

وقل أن صادفت أحداً فوثقت به، وسكنت إليه، وأنست به حاضراً، وبذكره غائباً كالصديق الكريم العزيز المفتقد السيد طه الراوي.

وقد أردت هذا العام أن أحقق مقصد الجامعة العربية في تزاور الأساتذة في البلاد العربية، وفكرت في أن أدعو بعض أدباء العراق والشام لزيارة جامعتنا، والمحاضرة فيها. فكان الأستاذ الراوي أول من ذكرته وأول من ذكره لي من استشرته في الشام ومصر.

وما قدرت أن الموت يسبقنا إليه، ويستأثر به، ويحرمنا منه ويصيبنا فيه.

أي خسارة للأدب! وأي رزء للاخوة، وأية حسرة للصداقة. وأي مصيبة للخلق الكريم.

أي نعي فادح، ونبأ قاصم نعي السيد الراوي إلى أصدقائه وإخوانه وتلاميذه ومعارفه.

يا صديقي العزيز لك رحمة الله، وإخوانك اللوعة والحسرة، والأسى والحنين والافتقاد والبكاء عليك؛ ثم لهم الصبر والتأسي.

يا صديقي النبيل! هذه كلمة يدفعها الحزن ويصدها، ويمدها الأسى ويقبضها، وتطيلها اللوعة وتقصرها. ففي النفس معان تستعصي على اللفظ، وعلى اللسان ألفاظ ينوء بها القلم، وفي القلم اضطراب لا يقره واقفاً، ولا يتركه سائراً، فليجف المداد، ولتسل الدموع يا صديقي.

وقفت الحيرة بقلمي هنا. فرحمك الله. رحمك الله.

عبد الوهاب عزام

حماتي تحبني:

سالت (الاثنان) الغراء الأديب الكبير الأستاذ أحمد رامي الشاعر الناثر المشهور عن هذا المثل (حماتي تحبني)، وقد روته تلك الصحيفة (حماتك تحبك) فأملي على الأستاذ أدبه

<<  <  ج:
ص:  >  >>