رسائل غرام تجعل من ممثلة تحتقر الأدب تقدس كاتبها غاية التقديس؟!
- ٣ -
وقصة الكتاب الثالثة (تمثال يتحطم) قصة تحليلية ممتازة ولا أود التعرض لها بشئ، فليس فيها نقيصة، بل إن من واجبي إن أشركك يا صديقي القارئ بإعجابي بتحليلها النفسي الملذ الذي توفق فيه المؤلف أعظم التوفيق!
- ٤ -
ولأنتقل الآن سريعاً إلى القصة الرابعة التي كانت بعنوان (المعلم حنفي). والواقع أن جو هذه القصة فاتر الفتور كله. ولعلك تتبين هذا من الملخص الذي سأسوقه لك الآن:
ف (رفيق حامد طالب في الجامعة، ولكنه لا يشبه رفاقه ممن اعتادوا في مثل هذا السن أن ينشئوا علاقات غرامية مع النساء، بل كان منصرفاً إلى قراءة المسرحيات الفرنسية ليكون في المستقبل كاتباً مسرحياً. وكان يتحاشى الاختلاط برفاقه الطلاب الآخرين حتى قيل عنه إنه متوحش. وقد اعتاد أن يتردد على مقهى (فينيكس) في شارع عماد الدين، فينتبذ مقعداً منعزلا - من جهة الزقاق الذي تجتمع فيه سيارات وعربات الأجرة - فأشيع عنه أنه يعتز بصداقة الحوذية والسواقين. ولكنه لم يهتم بكل تلك الإشاعات ومضى يطبق برنامجه حتى إنه كتب قصة بعنوان (المعلم حنفي) استوحاها من شخصية معلم من معلمي عربات النقل في (الجيوشي) إمعاناً في العناد.
ثم إنه نال ليسانس الآداب وتوظف في إحدى المدارس الثانوية فأبعدته مشاغله عن مقهى فينيكس وأقصته عن الجو الأدبي نوعاً ما.
وبدأ يسترد لونه الطبيعي - بعد أن كان (صفراوي) من كثرة الجهد الذي يبذله في المدرسة - ثم بدأ يعني بهندامه ويخيط ملابسه لدى خياط شهير. وتقدم خطوة أخرى في ميدان حياته الجديدة فاشترى سيارة.
ثم إن الأستاذ علي عبد السلام - ناظر مدرسته - دعاه ذات يوم بمناسبة عيد ميلاد ابنته سعاد وقدمه لها على أنه قصصي فسألته عن قصصه؛ وعندما اخبرها بقصة (المعلم حنفي) هزت كتفيها احتقاراً؛ وأشارت إلى أنها تفضل قراءة القصص الغرامية على قراءة قصة