للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أقسام المجلة الأخرى التي تنشر بلغتها القومية، وتتوالى الدعوات إلى عقد المؤتمرات السنوية كما كانت تنعقد منذ أربعين سنة بغير انقطاع فيما عدا أيام الحروب. وقد كانت للاسبرانتو مؤتمرات سنوية شهدها أربعة آلاف مندوب من أرجاء العالم في بعض السنين، ولهم أمل في ازدياد هذا العدد خلال السنوات المقبلة، ولهم أمل أهم من ذلك واجدي على اللغة بين أمم الحضارة، وهو أن يظفر كتاب أدبي من كتب الاسبرانتو بجائزة (نوبل) أو بجائزة من قبيلها، ولا يسمحون بترجمة بعد ذلك إلا إذا اقترنت الترجمة بنصوص الكتاب الأصيل

ومما لا شك فيه أن الاتفاق على لغة عالمية إضافية مفيد في عالم السياسة والمال، ومفيد في السياحات والمقابلات بين الغرباء.

ولا شك كذلك في سهولة الاسبرانتو على المتعلم بالقياس إلى جميع اللغات التي عرفت إلى الآن، لأن كلمات اللغة تكتب كما تنطق، وقواعد النحو فيها قليلة لا يعرض لهل شذوذ، ولا يعسر على قارئ من القراء أن يحفظ جذورها جميعاً وأن يتصرف في الاشتقاق منها على حسب القواعد المعدودة بغير مشقة وبغير حاجة إلى مراجعة، فهي لغة على المتعلم بلا خلاف

ولكن الشك كل الشك في الأساسين اللذين يقوم عليهما بناء اللغة والرجاء في جدواها، وهما إمكان التعميم ومنع الخلاف بهذا التعميم

فموضع الخطأ الأكبر في تقدير هؤلاء الدعاة حسبانهم أن اللغة وسيلة تفاهم وكفى، ولا شأن لها قبل ذاك ولا بعد ذاك.

والواقع كما نشهده أن اللغة (كائن عضوي) يمتزج بكيان الأمم في ماضيها وحاضرها، ومستودع حيوي لما يجيش في نفوسها وعقولها من فكر وأمل وعاطفة واعتقاد

ومهما يبلغ من أنصاف الدعاة المشغولين بالسلام وتوحيد الشعوب، فلن يستأصلوا من نفوسهم تمييز على جنس ولسان على لسان، وآية ذلك أنهم قصروا جذور اللغة العالمية على مصادر اللغة اللاتينية ومشتقاتها، فليس فيها حساب للعرب مثلا ولا لأهل فارس أو الهند الصين

ونحسبهم لو استطاعوا أن يلحظوا اللغات كافة في جذور لغتهم لما ضمنوا بذلك توحد اللغة،

<<  <  ج:
ص:  >  >>