ودوام التوحيد فيها مائة سنة متوالية، ولا نقول بضع مئات
وتاريخ اللغة العالمية شاهد على ذلك يغنينا عن ترقب حكم المستقبل البعيد أو القريب
فقد ظهرت أول لغة عالمية في سنة ١٨٧٩ قبل إعلان الاسبرانتو بنحو تسع سنوات
وقد وضع تلك اللغة قس ألماني يسمى وأطلق عليها اسم (الفولبك) منحوتاً من كلمات إنجليزية وجرمانية معناها لغة العالم
فلم تمض ١٨٨٧ حتى أعلن الدكتور الروسي لغة عالمية أخرى هي لغة (الاسبرانتو) التي كان لها من الذيوع في أوربة وأمريكا أو في نصيب
ولم تمض سنة ١٩٠٠ حتى رأى بعض أنصار الاسبرانتو أنها محتاجة إلى تعديل؛ وادخلوا عليها هذا التعديل في النطق والهجاء فعرفت باسم لغة (الايدو) وهي الكلمة التي وقع بها مقترح التعديل اسمه عند جمع الأصوات
حاول أصدقاء الفريقين أن يرابوا الصدع بينهما، فاقترحوا توحيد اللهجتين باسم (الاسبرانتو) تركيباً مزجياً من الاثنتين، فلم يفلحوا في التوفيق، وأسفرت المحاولة في اقل من أربعين سنة عن ثلاث لغات أضيف إلى اللغات المتفرقة، فزدات ولم تنقص بمحاولة التوحيد
ويحدث هذا في كل محاولة يراد بها جمع البشر كافة إلى لغة واحدة أو عقيدة واحدة أو تفكير واحد، وشوهد ذلك عندنا في الشرق المعروف، وفي العصر القريب
فالباب قد أراد في القرن الماضي أن يفسر الكتب الدينية تفسيراً يقبله المسلمون والمسيحيون واليهود ويجمع به الأديان الثلاثة إلى كلمة واحدة ينحسم فيها الخلاف، فلم يمض على دعوته عمر رجل واحد منها حتى كانت (البابية) نفسها ثلاث شعب لا تدين واحدة منها بإمامة الشعبة الأخرى، فلم تتوحد العقائد بل زادت عقيدتين مع الدين الجديد
وحاول القادياني في الهند مثل هذه المحاولة فلم يسلم الروح حتى اصبح الأحمديون شعبتين متنازعتين تدين إحداهما بنبوة الإمام وتنكر الأخرى عليه النبوة وتنعته بلقب الاجتهاد والإمامة وافترض اتباعه قبل أن يوحدوا الاديأن، وقد تنقسم الفرقة إلىفرق والشعبة إلى شعب. دون أن يتحقق المقصد الذي نزعوا إليه.
والاسبرانتو على هذا القياس ستصبح لهات ولهجات قبل أن نتفق على لغة واحدة إلى