للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(إذا الإنسان كف الشر عني ... فسيقاً - في الحياة - له ورعيا

ويدرسُ - إن أراد - كتاب موسى ... ويضمر - إن أحبْ - ولاء شعْيا)

عبد الغني: فهل كان يصوم يا أستاذ كامل؟

كامل: كان صائم الدهر، يصوم عن الأكل كما يصوم عن الأذى والشر.

عبد الغني: وماذا قال في هذا الباب يا أستاذ كامل؟

كامل:

(أنا صائم طول الحياة، وإنما ... فِطري الِحمام، وذاك حين أُعَيَدُ)

٢ - عقيدة المعري

عماد: إذن يا أستاذ كامل كيف تعلل اتهامه في دينه؟

كامل: لم يتهمه في دينه إلا قاصر أو مقصر في درسه، أو راغب في إذاعة مبادئ الشك على لسان غيره، أو متسرع في فهم مراميه، أو رجل يحسن الظن بآراء بعض الباحثين، فلا يعني بنفسه بمناقشتها وتمحيصها، أو ببغاء يردد ما يسمع بلا تعقل.

عبد الغني: فكيف تعلل قوله:

في القدس قامت ضجة ... ما بين أحمد والمسيح

هذا بناقوس يدق ... وذا بمئذنة يصيح

كلٌ يعلل دينه ... يا ليت شعري ما الصحيح؟)

كامل: إن السخرية واضحة في الأبيات كما تريان، ولعلكما تذكران الآية الكريمة: (كل حزب بما لديهم فرحون) كما تذكران الآية (وإنَّا - أو إيَّاكم - لعلى هُدىً أو في ضلال مُبين). ولن يدور بخلد كائن كان: أن الرسول (ص) كان شاكا في انه على هدى، وان مجادليه في ضلال مبين.

عبد الغني: فكيف تعلل اضطرابه وتناقضه في شعره يا أستاذ كامل؟

كامل: لم يضطرب أبو العلاء، ولم يتناقض. ولكن اضطرب في فهمه المتسرعون وتناقضوا، ورأى بعضهم - في مرآة نفسه المضطربة - صورته، فحسبها صورة المعري، وهو منها بريء.

على أن المخلصين في فهمه، ممن رموه بالتناقض، نسوا الحكمة التي درسوها في مستهل

<<  <  ج:
ص:  >  >>