للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وجهه.

كامل: وماذا كان وقع آية الكرسي في نفسك يا أستاذ عماد؟

عماد: بردا وسلاما على خلاف عادتها مع الشياطين.

عبد الغني: إن هذه الحادثة لا تخلو من فائدة، فهي تعلل لنا الحوادث التي يؤكد بعض الناس انهم رأوا فيها الشياطين رأي العين.

ولكن قل لي يا عماد هل تعتقد حقا أن لكل شاعر شيطانا يوحي إليه الشعر؟ كما كان يعتقد حسان بن ثابت إذ يقول:

ولي صاحب من بَنْي الشيعبان ... فطوراً أقول وطوراً هوه

عماد: هذا بالطبع أمر لم يقم عليه دليل مادي، ولكن مما لا شك فيه أن الشاعر عندما ينظم قصيدته يكون مدفوعا بقوة غير عادية، فقد يعود إلى قراءة هذه القصيدة في وقت آخر فيراها أعلى من مستوى تفكيره، ويعجب من نفسه كيف تسير له نظمها على هذه الصورة. والشاعر الذي اعنيه هنا هو الشاعر الصادق الذي لا ينظم إلا متأثرا بفكرته، فالتأثر هو الذي يوحي إليه ما يحسبه من وحي قوة فوق قوة البشر، كالشياطين أو الملائكة. أما الشاعر الكاذب المقلد فشعره من وحي القردة لأنها أطبع المخلوقات على التقليد، ويجب عليه إذا ذكر وحيه أن يقول قال لي قردي لا قال لي شيطاني.

عبد الغني: هذا حق والشعراء القرداتية كثيرون في كل عصر لسوء الحظ.

(البقية في العدد القادم)

كامل كيلاني

<<  <  ج:
ص:  >  >>