والحق كذلك إن الأرض تحتاج مسيس الحاجة إلى وحدة اتجاه أهل الأديان الثلاثة السماوية أهل الدينين الكبيرين العامين منها المسيحية والإسلام بوجه خاص ليقاوموا عوامل الجحود والطغيان والتنكيل بميراث الإنسان.
والحق كذلك أنها دعوة مدخرة لسكان الشرق الأدنى من المسلمين والمسيحيين واليهود - ان تركوا مزاعم الصهيونية البغيضة - وقد نصر الله روح حضارتهم على روح الوثنيات دائما، وأخر معركة بين الروحين هي معركة اليابان التي ما كان أحد يدري ماذا كان يحدث لاتباع الأديان الثلاثة من انقلاب في مثلهم العليا الدينية الواحدة لو انتصرت اليابان واتت بموجات وثنيات الشرق الأقصى طاغية بها على بلاد المسيحيين والمسلمين واليهود؟!
وقد كنت كمسلم أخشى هذا وأتمنى أن ادعوا المسلمين وقت معركة اليابان إلى الفطنة لهذا المعنى واخذ نصيبهم من المعركة، لولا أن اقعد بي ملاحظة أن في هذه الدعوة ممالأة للإنجليز غاصبي بلدي وبلاد المستضعفين من قومي وغيرهم، مما يدعو الأحرار أن يتمنوا هزيمة أعداء الحرية ولو على يد الشيطان كما قال تشرتشل حين حالف روسيا العدو الأول للإمبراطورية البريطانية ضد الألمان. . .
وعزام باشا يثبت دائما هذا المعنى الجامع للمسلمين وأهل الكتاب خصوصا النصارى، ويدعو المسلمين والمسيحيين في الشرق بوجه خاص لينهضوا برسالة الإنسانية في العصر الحديث، وينادوا العالم إلى ما عندهم من الاخوة السامية على الأجناس والألوان والنعرات. وهو يقرر دائما ان التسامح هو السبيل الوحيد إلى تحقيق الوحدة العالمية، ولن يكون التسامح إلا بتوطيد الدعامة الثانية للدين وهي الإحسان المبني على اصلين عظيمين هما الرحمة والإخاء.
في الإصلاح الاجتماعي
يرى المؤلف في فصول هذا الباب الأربعة أن الإصلاح الاجتماعي في الإسلام على أربعة فصول: التطهير الخلقي للفرد، والتكافل بين الجماعة، والبر الذي يطارد الفقير والترف والربا، والعدالة والحرية اللتين هما ميزان الخليقة والشريعة. فأما التطهير الخلقي للفرد فهو نتيجة للعقيدة الخالصة بالله المتصف بجميع صفات الكمال والجمال والجلال، إذ العبد مأمور أن يتخلق بأخلاق الله ومطبوع على أن يقلد صفات سيده الذي لا شريك له ولا