للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا محافظة سطراً بدا في سطر

عبد الغني: والآن أجبني يا أستاذ عماد لماذا لا تعمد إلى الخضاب؟

عماد: إني لا أحب الكذب في الشعر وأنا لا احبه أيضاً في الشعر. ومع ذلك فأنا مقيد بقسم قديم لا أستطيع التحلل منه الآن.

عبد الغني: وما هو هذا القسم؟

عماد: قد تطغى على النفس البشرية في الشباب ساعات يأس أليم تبغض إليها الشباب حتى لتحسب سعادتها في الشيخوخة، وذلك رغبة في الانتقال من حال إلى حال. لا لأان الشيخوخة سعيدة في حقيقتها، وقد قلت في شبابي الباكر قصيدة يأس اذكر منها هذه الأبيات الغريرة:

قل يا رعى الله المشيب ... ولا رعى الله الشباب

عهد بلوت عهوده ... فإذا بأغلبها كذاب

حلو على مُرٍ فهل ... يرضيك من هذين صاب

من لي قد تأطّ ... ر أو بيوم يقال شاب

آليت ثمَّ أليه ... أن لا عمدت إلى الخضاب

٩ - ليلة الوزة

عبد الغني: أذكر يا أستاذ كامل. أن الصحف والمجلات منذ خمسة عشر عاماً أشارت إلى ليلة من ليالي رمضان أقيمت في دارك وأطلقت عليها: (ليلة الوزة) اجتمع فيها على مائدتك الزنكلوني وأحمد حسنين وشوقي الهراوي والهياوي وصادق عنبر وأحمد عيسى وأبو العيون ودراز، ولا أزال اذكر منها الأبيات التالية:

(هذا هو المجلس، لا تذكروا ... شبيهه في الصفو لا تذكروا

رأيت فيه كيف أضحت به ... حقيقة مَرْئية عَبْقَر

كان زكي باشا، إلى جانبه ... زعيمُ سوريا الحرُّ شَهْبَندر

وكان هرّاويُ الرقيق الدقيـ ... ق، واللغوي صادق عنبرُ

فما حكاية هذه الليلة؟

كامل: جاء ولدي ذا صباح متهللا يبشرني بأن الوزة التي طارت من بيتنا منذ يومين إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>