ونحن، يا أستاذ، نريد العلم للرجال والنساء، ومن ذا الذي لا يريد العلم؟ ولكنا نريد الدين أيضاً ورضا الله، ونريد الأخلاق والعفاف والشرف، ولا نستطيع أن نصدق ولو أكدت القول لنا، أن في الدنيا شابا متدفق الشباب رجلا ناضج الرجولة، يعيش بين بنات ناضجات الأنوثة، كاشفات الوجوه والأيدي والسوق يقفزن أمامه ويلعبن، ويمرحن ويضحكن، ويقران عليه في الدروس أشعار الحب والغزل، ويقران وحدهن هذه المجلات المصورة الملعونة، ويزين هذه الأفلام الدنسة، لا يصلين وكيف يصلين مكشوفات العورة، ولا يعرفن الحلال ولا الحرام، ثم يحس أن هؤلاء البنات بناته، وان المعلمات اخواته، وتصير الحياة عادية، ويكون هذا الشان سائر على المعلمين في مدارس البنات، هكذا التعميم بلا استثناء!
إذا كانت هذه الحياة عادية، ليس فيها شيء غريب ولا شاذ، كانت قوانين الطبيعة التي وضعها الله، وكانت أحكام العقل، وكانت مقررات الشرع هي الشاذة الغريبة، فانظر رحمك الله ما تقول!
يا أستاذ، أنت رجل مسلم، فهل تعتقد أن الله حرم شيئا عبثا، ومنعه لهوا وتسلية، تعالى الله عن ذلك، أم لحكمة بالغة، ومنفعة شاملة؟ وهب أن الحكمة من أمر أو نهي خفيت علينا، فهل يملك مسلم تعدى حدود الله؟ وإذا هو استحل ما حرم الله، فهل يبقى مسلماً؟
فقل لي: هل يجوز في دين الله أن تعيش ويعيش الشباب في هذا الوسط، ولو كان المستحيل وصارت الحياة عادية، ورأيت البنات كبناتك، والمعلمات كأخواتك؟ أريد الحكم الفقهي الشرعي لا أريد الآراء والخطابيات، فإن مصر دينها الرسمي الإسلام!
وهل يجوز وهذا هو حكم الله، والغرائز بعد موجودة، والميول قائمة، والنفس أمارة بالسوء، والشيطان عامل للشر كادح، أن تقيم وزارتكم مهرجاناً رياضياً في أول الصيف الماضي، نرى صورة له في مجلة مصورة، فنرى من التكشف (تكشف البنات اللائى هن كبناتك). ومن الأوضاع الرخيصة الفظيعة ما يذكر بأخبث ما يشاهد في السينما الخليعة، وأن تفتح مسبحا للبنات ونبصر صورهن منشورة وهن يسبحن فيه أمام الرجال؟
فهل يجوز هذا في شريعة العروبة وغيرتها وشهامتها؟ هل يجوز في دين الدولة المصرية