القصر للإثبات والنفي بل هو للتضييق والتحديد). (فلعله ثبت مما قلناه إن للقصر مرامي أخرى وراء المعنى النحوي أهملها البلاغيون) وهذه الأغراض التي ذكرها ومثل لها هي غرضان: التوهين ومثل له بقوله تعالى (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) والتأنيب ومثل بقوله تعالى على لسان عيسى عليه السلام (ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم) قال:
إذا نظرنا إلى قوله تعالى: ومن ينقلب على عاقبيه فلن يضر الله شيئا. وجدنا أن التعبير بكلمة رسول عنصر أساسي في المعنى قصد به التوهين من شأن الرسول في هذا المقام. محمد دِهْ يطلع إيه؟ مرسال زي بقية المراسيل ييجي ويروح. القصر هنا واضح في أن المقصود به التوهين من اثر الرسول في الدين ولذلك جاءت تسميته هنا برسول ولو قال نذير. هاد. سراج. لقطع الطريق على هذا الغرض) وقال:(ما قلت لهم. . الآية. هذا التأنيب المؤلم مستفاد من وراء الألفاظ، وهو هنا المرمى البلاغي للقصر ويدل عليه) وقبل أن نرد على هذا الكلام المتداعي نذكر ما قاله العلماء في أغراض القصر حتى ننفي عنهم تهمة انهم ضيقوا حسهم أو قصروا. قالوا من دواعي القصر (١) داعي القصر الحقيقي التحقيقي بيان الواقع (٢) داعي القصر الادعائي المبالغة وعدم الاكتراث بما عدا المقصور عليه (٣) الرد على المخاطب في قصر القلب وقصر الأفراد (٤) تعيين المبهم عند المخاطب في قصر التعيين (٥) قد يقصد من القصر مجاراة الخصم (٦) التنبيه على أمر هو مقتضى الكلام والغرض منه وجعل القصر وسيلة إليه وذلك كثير في انما (٧) تنزيل غير المنكر منزلة المنكر لاعتبار مناسب فيخاطب بأسلوب القصر.
أما ردنا على ما ذكره من أغراض فواضح أنه ليس الاقصد في الآيات الأولى الحط من مقام الرسالة في الدين، وهل يريد الله سبحانه وتعالى أن يقول إن محمدا ليس شيئا؟! لا. يا شيخ! المسألة أن الله تعالى يقول لهم: لا معنى لتعلق الدين بمحمد فإن الرسل قبله ماتوا وسيموت هو مثلهم ولا ينتهي الدين الذي يدعون إليه بانتهائهم لان مهمتهم الرسالة والتبليغ، والرسالة ولو أنها أمر له قيمته وخطره لكن لا يجب أن يتعلق إيمان الناس بمدة حياة صاحبها فهو انما يدعو إلى الله. ولعل مما يدل على ذلك أن العرب لم يفهموا أن القصد التوهين من شأن الرسالة، وهذا أبو بكر يستشهد بها يوم وفاة الرسول، فهل كان يريد أني