للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المستعار الذي استعرته لنفسك، لأني في الواقع ممن لا يألفن التحلي بالسوار. وهأنذى أكشف لك عن حقيقتي كما احب أن تكشفي لي عن حقيقتك، وإلا ذهبت بي الظنون مذاهب شتى. وعسى أن يكون اصطفاق قلمينا فاتحة صداقة كنت أنت البادئة بها. ومما يشرفني ويعلي قدري أن نبرم سويا عهد هذه الصداقة تحت ظلال دوحة الرسالة الغراء التي لها الشكر أولا وآخره، إذا أفسحت وما تزال تفسح لنا في رحابها مكانا لنشر أحاديثنا، والسلام.

بديعة محمد سبح الله

مدرسة بمعهد الصم والبكم - بمطرية القاهرة

حواء الخالدة:

قصة مسرحية ألفها الأستاذ محمود تيمور بك، وأخرجها الأستاذ زكي طليمات، ومثلتها الفرقة المصرية بدار الأوبرا الملكية.

وبطلا القصة عنترة بن شداد العبسي وصاحبته عبلة، وليست القصة كما روتها أو زعمتها كتب التاريخ والقصص القديمة محيطة بطليها بتهاويل البطولة والحب، وإنما اتخذ المؤلف من زمانها ومكانها وأشخاصها، جوا جديدا، ومادة جديدة، لعمل فتى جديد، قوامه التحليل وعرض العواطف والميول الإنسانية على طبيعتها.

فعبلة امرأة تزهي بحب الرجال إياها، وتتخذه لعبتها، فتشتط في مطالبها، ولا تبالي أن تدفعه إلى الأهوال، وتحمله على ترك الديار وتجشم الأسفار، لتحقيق رغباتها التي يمليها مجرد العبث والزهو.

وعنترة رجل شجاع محب، ذو بأس وذو قلب، يبطش بالفوارس، وترتد عن صفاته الآسنة، ولكن تنفذ إليه سهام الأنوثة ويفعل به سحرها، فينصاع لعبلته، ويسعى في إجابة مطالبها غير مكترث بما في طريقها من المشاق والمصاعب؛ وترمي به الحبيبة المدلة في سفر بعيد يمتد به الزمن، ثم يؤوب كمن صحا قلبه فسلا واقصر باطلة، ولكن لا يلبث أن يتسلل نشيد الحب إلى مكمنه في فؤاده، فيعود به إلى مغانيه، ويظل يروض تلك القطة المزهوة الشرسة حتى ينالها. . .

وواضح من سياق القصة أن المؤلف أراد أن يصور المرأة في إدلالها وزهوها وتمعنها

<<  <  ج:
ص:  >  >>