للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فغداً تذهب الحياة بشمسْي ... نا وتمضي بنا لغير رجوع!

وانظر البدر في الفضاء سَبوحاً ... يغمر الكونَ وجهُه بالنور

أطَلق السحرَ في السماء وفي الأر ... ض، فبتنا في عالم مسحور!

لا نرى فيه غير ليلٍ وضئٍ ... يبعث الشوق والهوى في الصدور

يا حبيبي خذني إليك وأنعِشْ ... شفتينا بثغركَ المخمور. .

قرَّب البدر بيننا ورعانا ... فتمَّتعْ بساعة من سرور

ما غناء الساعات، تمضي خُواء ... من لقاء، أو رحلة، أو سمير؟

وارقب الزورق المقدسَ يبدو ... من بعيدٍ كالطائفِ الجّوالِ

كم عبرنا به الخَضمَّ وقد أغ ... فى وجُلْنا به كل مجال

نوقظُ الموجةَ الصغيرة بالهم ... سِ، فتبدِي تثاؤب الأطفال

وأغاني المجداف تُضِفي على اليمِّ (م) ... رداءً من رهبةٍ وجلال

يا حبيبي حان الوداع فهيا ... جئتَ نقضي حقَّ الليالي الخوالي

كم حبتنا بصفوها ورعتنا ... نضّر الله وجهَها من ليال

ورسا الزورق المقدسُ للشطْ ... طِ فيا للصفاءِ يخطو الينا

ودعانا الملاّحُ بالنغم العذْ ... ب، فأروى بصوته مهجتينا

أيهذا الملاحُ أيَّةَ ذكرى ... فوق هذا الخضمِ هجتَ لدينا؟

قرّب الزورقَ المقدس كالأم ... سِ، وهيئ لنا به مجلسْينا

وامض في اليمّ حيث تسعد بالصف ... و، ونُحيي في ظلّه أملينا

طال شوقي إلى المطاف بدنيا ... كم شجتنا وأطلقتْ خاطرينا!

قلتُ والبدرُ، والدراري ... حالماتٌ، والكون وسنان صاح

يا رجاَء القلبِ الجريح - ومازا ... ل - أمَا آن أن تداوي جراحي؟

بي ظِماءٌ إلى حديثكِ عذباً ... واشتياقٌ لوجهكِ الوضاح

قد سَهوْنا عن الحياة وبتنا ... في محيطٍ من الطلاقة ضاح

فابعثي النور في جوانب نفسي ... وارحميني من وحشة الأرواح

شدّ ما ضقتُ بانفرادي وسُهدي ... واغترابي، في غُدوتي ورواحي!

<<  <  ج:
ص:  >  >>