للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنا لولاكِ لم أعشْ في حياةٍ ... ثقلَتْ محملاً وساءت مَقرّا

ليس تصفو لنا، وهيهات تصفو ... للذي ازداد بالحقائق خِبْرا

أنتِ جَمَّلِتها لعيني ونفسي ... وفؤادي، فلست ألوكِ شكرا

فتعالَيْ نعِشْ هنا في حمى اليمّ (م) ... وننسى ما ساءنا، أو سرّا

نتناغى كالطير في كنَف الدو ... ح ونطوي الساعات أنساً وبشرا

ذاك لبُّ الحياة، بل ذاك أندى ... ما حوته الحياة برّا وبحرا

وصحا الشوقُ عارماً فإذا هِي ... في جنونٍ ورعشةٍ قبلتني

ثم ألقتْ برأسها فوق صدري ... كالذي نام من مَلاٍل وأيْنِ

وسرى الريح ليناً فاطمأنت ... واستراحتْ في جانبي المطمئن

وشجاها الهوِى فألقت بأذني: ... يا حبيبي طاب المكان فغَنِ

غنّ لى غنوةَالربيع على اليمّ (م) =ورَوِّ الفؤاد من كل لحنِ

فاختضنتُ العود الحبيب إلى النف ... س، وأيقظته ورحت أُغني:

حينما يشرق الربيعْ ... في سماء الحدائق

ونرى حسنَه البديع ... في وجوه الشقائق

سوف ألقاكِ ها هنا ... فوق ذا الزورق السبوحْ

حيث تصفو لنا المنى ... ويَقرُّ الهوى الجموحْ

يا مُحياً عبدْته ... مثلما يُعبدُ الآلهْ

وجمالاً عشِقتُه ... عِشق من لا يَرى سواه

كم تمنيت لو نكونْ ... في حمى اليمّ مفردْين

في وقاءٍ عن العيونْ ... حيث نحيا كطائرين!

قدَّر الله يا حبيبْ ... للغريبين بالتلاقْ

فمتى تسعدُ القلوب ... بلقاءٍ بلا افتراق؟!

ورسا الزورق المقدس للشطْ ... طِ، فصاح الملاح: هيا، فقمنا

ومشينا على بساط من العُش ... ب نديٍ، يهتز في حيث سرْنا

ووقفنا في كل مجلس حُبٍ ... وادَّكرْنا من سحره ما ادكرنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>