وذي (هيئة) يزهو بخال ... أموت فيه في كل حين وأبعث
(محيط) بأوصاف الملاحة وجهه ... كأن به (اقليدس) يتحدث
فعارضه (خط استواء) وخاله ... به (نقطة) والخد (شكل مثلث)
وقد استلفت نظري (هنالك) أرجوزة (ابن الياسمين) التي جمع فيها بين الأدب والرياضيات، فعرف علم الحساب والجبر وشرحهما ومثل عليهما شعراً. ومن ذلك قوله في تعريف الجبر:
على ثلاثة يدور الجبرُ: ... (المال) و (الأعداد) ثم (الجذر)
ف (المال): كل عدد مربع ... و (جذره): واحد تلك الأضلع
و (العدد المطلق): ما لم ينسب ... للمال أو للجذر. فافهم تصب
و (الجذر) و (الشيء) بمعنى واحد ... كالقول في لفظ أب ووالد. . .
ثم يمثل عليه في (حل المعادلة) كان قد سلف ذكرها في أقسام المعادلات فيقول:
ف (ربع) النصف من (الأشياء) ... واحمل على (الأعداد) باعتناء
وخذ - من الذي تناهى - (جذره) ... ثم انقص (التنصيف) تفهم سره
ويحصى (الأستاذ طوقان) شعراً ما أعذبه وأطلَّه، كثيراً ما تمثلت به لطلابي (في دروس البلاغة)، دون أن أنتبه لما فيه من البراعة في استخدام الألفاظ، مما استنبطه الأستاذ من معانيها في الرياضيات والفلك.
وأما القسم من الكتاب فيحتوي تسعة فصول، يسرد فيها سير العظماء من الرياضيين والفلكيين، وإنتاجهم العلمي، ومؤلفاتهم وانتقالها إلى أوربة، وأثرها في تقدم العلوم فيما بعد.
وتتجلى في الأستاذ روح العالم العامل بعلمه، حين يقول لك: إنه توخى في هذا الكتاب (الإخلاص للحق والحقيقة وإنصاف حضارة العرب، والكشف عن أمجادهم الفكرية في الرياضيات والفلك. . .).
وما دمت في صدد العلم (حين ينسلك في نطاق الأدب)، فلا بأس من أن أذكر (علماء متأدبين) آخرين ساروا في هذا السبيل، فقطعوا فيه شوطاً محموداً، وألفوا فيه ما لا يتيسر من غير جهد، ولا يبلغ بعد هذا الشأو من الجودة إلا نضوج مكتمل.
وبين يدي (أشتات أنباء) عن ثلاثة من هؤلاء (العلماء) وكلهم مارس صناعة التعليم عمراً