للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من عمره، وربما كان لذلك أثر بين في بعض إنتاجهم، وبعض وجهات نظرهم. وأول هؤلاء الثلاثة:

الأستاذ محمد أديب العامري. وقد كان إلى أمد (ليس بعيداً) مديراً لكلية السلط، وكانت له في ذلك العمل تجارب كثيرة، فألفى (بوحي منها) كتباً لتدريس العلوم الطبيعية، في صفوف مختلفة من مراحل التعليم، طبع بعضاً منها والبعض الآخر في أثره.

وتتألف هذه السلسلة منقسمين، الأول منها (مبادئ حفظ الصحة) للمراحل الابتدائية المتوسطة، الثاني (مبادئ العلوم) وينقسم إلى أجزاء تزامل الطالب حتى تبلغ به المرحلة الثانوية. وترتكز هذه الكتب (في سائر أجزاءها)، على أسلوب محدث وطريقة مبتكرة، يراعي فيها الانتقال من التدرج في الوصف، إلى التعريف والتحديد فالاستقراء والاستنباط.

كما ألف كتابه (فصائل النباتات الشهيرة) للمراحل الثانوية العالية، وصرف في إعداد مجهود (أعوام ثلاثة) في البحث والدرس، والاقتباس عن أشكال الطبيعة مباشرة، وهذا الكتاب وحيد في أسلوبه وطريقة تنسيقه: يشتمل على ما يفتقر إليه الطالب العربي من أركان هذا العلم، وسائر تفصيلاته.

كما ترجم بوحي من ذلك العمل (أيضاً)، كتاب (الكيمياء العملية) للدكتور رئيس دائرة الكيمياء في الجامعة الأمريكية. فأكمل بذلك جانباً كبيراً من النقص الذي يفتقر إليه الطالب العربي في هذا الباب. . .

وله فيما عدا ذلك إنتاج آخر، يدفعه إليه ميله (السياسي الاجتماعي)، وهذا الميل متأصل في نفسه - رغم تخصصه الجامعي في دراسة علم الحياة - وطالما استحوذ عليه، فإذا هو متسرب في مسالكه، منساق إلى أهدافه، متطلع إلى مراميه. . .

وهو إبان هذا الاستسلام المطلق، يكتب في (القصة) آناً، ويكتب في (فلسفة الحياة آناً آخر. وحين أعرفه لك في الحال الأول، أقفك عند كتابه (شعاع النور)، لكي تستعرض معي (متمهلاً) هذه الفقرة في مقدمتها إذ يقول فيها: (. . . إن هنالك شعاعاً من النور ينتظم سيرة الحياة، وهذا الشعاع ذاته هو الذي يومض في نفوس هؤلاء الناس، الذين أقدمهم إليك وأصلهم بك، ولولا هذا الوميض الذي يستمد نوره وحرارته من طبيعة الحياة، الحياة الخالدة المتسامية، لما كان سبيل هؤلاء الناس إلا أن يتلاشوا في العدم، ولكنهم لا يتلاشون. . .).

<<  <  ج:
ص:  >  >>