للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الفاضلة) كما رآها بعض المفكرين.

فإلى أي غاية ترمي هذه النزعات الظاهرة، الخالصة الصادقة التي لا تكبح؟!. .).

وما يزال بين يدي الأستاذ مواضيع مختلفة، ينصرف لمعالجتها والتفرغ لدرسها، على الرغم بالمسئولية التي يضطلع بحملها في (دار الإذاعة الفلسطينية) في القدس، ولقد كتب في الرسالة الغراء وغيرها، ودراسات كثيرة، في العلوم والآداب والأبحاث النفسية، التي يميل فيها إلى المذهب التحليلي على طريقة (ادلر).

وله مجموعة مقالات - مما أذاع به أو ألقاه في الألدية كلها تحوم حول الأهداف التي أسلفت الإشارة إليها، وهي تقع في كتاب ضخم جاهز للطبع.

وأما الباحثان الآخران، فقد ألف حدهما بوحي (من عمله التدريسي أيضاً) كتباً علمية لمراحل الدراسة الثانوية، ثم انطلق على سجيته بعد ذلك فإذا هو يكتب في الأدب حيناً، فيؤلف فيه أشتاتاً من الأقاصيص، وألواناً من الدراسات. يعالج فيها جميعاً كثيراً من المشاكل الإنسانية المعقدة، والأدواء الاجتماعية المستعصية. ثم إذا هو (حيناً آخر) يكتب في الفلسفة العلمية ويحلق في أجوائها، فينتهي من ذلك بمجموعة من الكتب القيمة، كل واحد منها يتوجه في سبيل، وينتهي إلى غاية، ثم تأتلف أخيراً لتتحد في ثناياها صورة مشرقة من صور (الأدب العلمي).

وأما الثاني فقد ألف كذلك (بوحي من عمله التدريسي)، ولكنه حالف سابقيه فيما ألف، فخرج من محيط المدرسة إلى محيط الجمهور، وهو محيط أشمل وأعم. سرعان ما يثمر التعليم فيه ويؤتى أُكُله. ثم إذا هو يصنع له من العلم (الحاف المعقد) مادة هينة لينة، رقيقة الحواشي مهلهلة الأطراف، هي على حد قول الإمام الثعلبي:

(يكاد الهواء يسرقها لطفاً، والهوى يعشقها ظرفاً. .)

ويكون من هذه المادة كتاباً لطيف الحجم عظيم النفع، ما يكاد يخرج إلى (هذا الجمهور)، حتى تتخطفه الأيدي، وينتشر في كل مكان، ويقبل الناس عليه أيما إقبال.

ويلمس هذا الباحث مقدار نجاحه، فيمضي في طريقه قدماً، فإذا هو يعيد الكرة من غير ما تريث، ويفاجئ الناس بثاني كتبه، ليظفر بما يترقبه من نجاح، بعد أن مهد له السبيل إلى تلك الغاية ذلك الكتاب الذي سبقه. ووقف المؤلف بعدها يستعد لإخراج دروس جديدة،

<<  <  ج:
ص:  >  >>