الخوف والحسد والبغض؛ وبعد لأي ينطلق من عقال هذه الهواجس جميعاً ويصمم على الشر الذي جاء من أجله، ويسرع صوب الجنة حتى يبلغها.
وبعد أن يصف الشاعر وصفاً ممتعاً رائعاً وصف الجنة الخضراء ويتحدث عن أشجارها وثمارها ويبين أين تنبت شجرة الحياة وأين تنبت شجرة المعرفة، يرينا كيف يتسلل الشيطان فيدخل الجنة واثباً فوق أسوارها.
وفي الجنة يحيل الشيطان نفسه إلى ثعبان ويزحف حتى يستقر فوق شجرة الحياة وهي أعلى الأشجار، ويدور بعينه من فوق الشجرة ينظر ماذا يرى حوله. وهنا يتحدث الشاعر عما يرى الشيطان فيأتي بوصف آخر للجنة ويبلغ في ذلك من الروعة والقوة ما لا يتعلق بمثله وهم شاعر غيره.
وتقع عينا الشيطان على آدم وحواء فيرى أول ذكر وأول أنثى من البشر، ويتفكر الشيطان فيما هو بسبيله من إغواء، ويقارن بين ما هما فيه من نعيم وبين ما سوف يدفعهما إليه من شقاء؛ ويهبط من فوق الشجرة فيتشكل بأشكال ما تقع عليه عيناه من حيوانات حتى يقترب من آدم وحواء فيسترق السمع وهما يتحاوران ويتحدثان؛ ويعلم منهما أن الله نهاهما عن شجرة المعرفة، فأن أكلا منها أخرجهما ربهما من الجنة وكتب عليهما وعلى ذريتهما الموت. ويقع الشيطان هنا على بغيته فقد وجد سبيله إلى إضلالهما فما عليه إلا أن يغويهما بالثمرة المحرمة حتى يأكلا منها فإذا هما من الهالكين؛ ثم يدعهما الشيطان ريثما يعلم من أكثر مما علم بما سوف يعده لذلك من وسائل.
وفي ذلك الوقت ينزل أريل على شعاع من أشعة الشمس، فيحذر جبريل وهو حارس باب الجنة وينبئه أن روحا خبيثا صاعدا من العماء السفلي قد مر وقت الظهيرة بكوكبه متنكرا شكل ملك كريم، وأنه أتجه بعد ذلك صوب الجنة، وقد فطن إلى ذلك بعد ن تدبر في الأمر؛ ويجيبه جبريل بأنه سوف يبحث عنه فيأخذه قبل أن ينبلج الصبح.
وينزل الليل فيميل آدم وحواء إلى الراحة ويتحاوران في ذلك؛ ويأويان إلى عشهما في الجنة ويصليان لله صلاتهما؛ ويصف الشاعر هذا العش وهذه الصلاة وصفا رقيقا جميلا.
ويعس جبريل في الجنة على رأس فريق من الملائكة هم من عسسها، ويضع على عش آدم ملكين قويين غليظين مخافة أن ينالهما بالأذى ذلك الروح الخبيث أثناء نومهما؛ وينظر