هذه الكلمة أعجمية في معناها وتركيبها فهي مكونة من (ضيزن) و (أباذ)، والضيزن ملك الحضر. قال ياقوت:(وسبب تسميته بهذا السم (طيزناباذ) أنه من عمارة الضيزن والدة النضيرة بنت الضيزن وملك الحضر، وأن الفرس ليس في كلامهم الضاد فتكلموا بها بالطاء فغلبت عليها ومعناها (عمارة الضيزن) لأن أباذ العمارة).
وعلى هذا الرأي أيضاً البلاذري حيث ذكر: كانت طيزناباذ تي ضيزناباذ نسبة إلى ضيزن بن معاوية بن عمرو بن العبيد السليحي، وعلى هذا الرأي أيضاً الكلبي.
ولما غلب الفرس على هذه المواضع غلبت لغتهم على هذه الأرجاء، فاستبدلوا الذاد بالطاء لخلو لغتهم منها، فاشتهرت باسمها الأخير (طيزناباذ).
تاريخها:
كانت طيزناباذ عاصمة الحضر، وكان ملكها (ضيزن بن معاوية) معاصراً لسابور ذي الأكتاف ملك الفرس، وكانت بين الضيزن والروم علاقة صداقة وحلف، فتقدم سابور ليخضع هذا الذي تحالف مع أعدائه، وترك رجاله يغيرون على العراق والسواد.
فلما نزل سابور الحضر تحصن ضيزن بالحصن وأقام فيه مدة طويلة، فحاصره سابور شهراً لا يجد سبيلاً إلى اقتحام الحصن، ولا حياة لدخوله.
تقول الروايات والقصص أن النضيرة بنت الضيزن نظرت في أحد الأيام وقد أشرفت على الحضر إلى سابور فهويته وأعجبها جماله، وكان سابور من أجمل الناس شكلاً. وأمدهم قامة، وأرشقهم جسماً، فبعثت إليه إن ضمن لها الزواج منه هدته إلى فتح الحصن، فضمن لها ذلك، فأرسلت إليه أن يذهب إلى نهر الثرثار - وو نهر من أعلى الحصن - فيرمى فيه التبن ثم ينظر أين يدخل التبن فيدخل من ذلك المدخل، لأن ذلك المكان يفضي إلى الحصن ففعل.
ولم يشعر أهل الحصن إلا وجنود سابور معهم في حصنهم، يمعنون فيهم قتلاً وأسراً. ثم عمدت النضيرة إلى أبيها فسقته الخمر حتى أسكرته طمعها منها في زواجها من سابور،