ولكن سابور عندما أحتل الحصن قتل أباها، وأمر بهدم الحصن.
هذه هي قصة هدم حصن أبي الضيزن، وقد أكثرت كتب الأدب والسير من ذكر الضيزن وحصنه، وخيانة ابنته له، وزوال ملكه، وضربت بذلك الأمثال.
كل ذلك كان بين ٢٣٦ وسنة ٣٢٨ بعد الميلاد.
ما قيل فيها:
هي من المواضع التي ذكرت بالجمال والتهتك وشرب الخمر لأنها كانت محفوفة بالكروم والشجر والحانات والمعاصر، وكانت أحد المواضع المقصودة للهو والبطالة، وقد وصفها بهذا الوصف ياقوت والشابشتي والعمري، وغيرهم من المؤرخين الذين ذكروها، ولهذا السبب جعلها الفرس مصيفاً لهم، يصطاف بها أمراؤهم وسراتهم.
وقد بقيت هذه المدينة عامرة جليلة القدر، يؤمها الخلفاء والفتاك، من أهل المجون والبطالات حتى الفتح الإسلامي حين بدأ الخراب يدب فيها. ففي معركة القادسية جعلها رستم قائد الفرس مباءة لجيشه، قال البلاذري في كتابه فتوح البلدان (وقد رستم ذو الأكتاف فكان معسكراً بطيزناباذ).
وسقطت هذه المدينة بأيدي المسلمين في جملة ما سقط من المدن سنة ١٥هـ ٥٣٦م فدب غليها الخراب ولكن استعادت بعض مجدها في عهد المسلمين حيث اقتطعت للأشعث بن قيس الكندي فعمرت بعد الخراب، وازدهرت بعد الاضمحلال، وصار للأشعث بن قيس فيها قصر فخم في عهد الأمويين، وكان هذا القصر يعتبر من القصور المشهورة، والمواقع المذكورة.
ثم سما شأنها في عهد العباسيين حيث صارت من أنزه المواضع وأجملها يقصدها الشعراء ويؤمها الفتاك، وقد ذكر ياقوت فيها (لأهل الخلاعة فيها أخبار يطول ذكرها) وقد قال فيها أبو نواس: