وذكرها أبو نواس في مواطن أخرى مثل قوله:
فتلتني ضيزناباذ ... وقد كنت تقيا
إذ تركت الماء فيها ... وشربت الخرويا
أرض كرم تنبت الدهر ... شراباً سابريا
ثم هي أجمل من بغداد وقصفها ولهوها، بل هي أجمل من أي موضع في العراق لأن أبا نواس قال فيها:
وقائل هل تريد الحج قلت له: ... نعم إذا فنيت لذات بغداد
أمّا وقطربل مني بحيث أرى ... فقنة الفِرْك من أكناف كلواذي
فالصالحية فالكرخ التي جمعت ... شذاذ بغداد ما هم لي بشذاذ
فكيف بالحج لي ما دمت منغمساً ... في بيت قوادة أو بيت نباذ
وهبك من قصف بغداد تخلصني ... كيف التخلص لي من طيزناباذ
جاء في ياقوت: قال علي بن يحيى حدثني محمد بن عبيد الكاتب قال قدمت من مكة فلما صرت إلى ضيزناباذ ذكرت قول أبي نواس حيث قال:
بطيزناباذ كرم ما مررت به ... إلا تعجبت ممن يشرب الماء
إن الشراب إذا ما كان من عنب ... داء وأي لبيب يشرب الداء
فهتف بي هاتف أسمع صوته ولا أراه فقال:
وفي الجحيم حميم ما تجرعه ... خلق فأبقى له في الجو أمعاء
أقول أخطأ أقوت في ترتيب هذه الأبيات إذ أن لمعنى مضطرب جداً في البيتين الأوليين، ولأجل أن يستقيم المعنى يجب أن يكون هذا البيت (إن الشراب إذا ما كان. . .) قبل هذا البيت (وفي الجحيم حميم ما تجرعه).
وقد ذكر هذا الموضع الحسين بن الضحاك في قصيدة مطلعها:
أخوىّ، هُبّا للصبوح صباحاً! ... هُبّاً ولا تعد النديم رواحا
ثم ذكر الدير في طيزناباذ وأسمه دير سرجس فقال:
هل تعذران بدير سرجس صاحباً ... بالصحو، أو تريان ذاك جناحا
هذه هي أخبار طيزناباذ، وقد اعتمدنا في هذا على المصادر الآتية: