للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأجنبي. وفي هذا السبيل كم احتمل رحمه الله ما احتمل من الأحداث الرهيبة حتى قضى عليه ذلك أن يعيش غريباً عن أهله، نائياً عن وطنه، فأمضى النصف الأخير من حياته يطوف آفاق أوربا، وكان يؤثر الإقامة إما في فرنسا لأنها أكثر مقصداً لرجالات العرب، وإما سويسرا لأنها موطن الأحرار. . وعلى أي فقد كان وجوده في أوربا كأنه الديدبان للأمة العربية، فما كانت تمر كلمة في صحيفة أو فكرة في مجالس السياسة تمس الإسلام وتنال من العروبة إلا تصدى لها وكتب في تفنيدها. وكان وهو في مطارح الغربة يملأ الصحف في سائر الأقطار العربية بمقالاته وبحوثه الضافية، وما شغلته مشاغل الحياة وأعباء الغربة عن القراءة والكتابة ونشاط الذهن لحظة.

ومنذ عام أذاعت الصحف ن الأمير في غربته يشكو مرض القلب، وأن كل ما يرجوء عند موته ويتمناه على الله قبل أن يدركه الموت أن يرى والدته التي حرم رؤيتها منذ سنوات، وأنه لا يوصي بشيء إلا أن يدفن رفاته في تراب وطنه. وبعد مشاورات بين رجالات العروبة والسلطات الأجنبية تم الاتفاق على عودة الأمير، فعاد وهو يحمل ثقل الداء المتمكن وأقام بين عشيرته زمناً يغالب الموت حتى غلبه الموت.

مات الأمير شكيب، ولكنه خلف من ورائه سيرة عابرة بالجهاد للحرية، وحياة حافلة بالكفاح للقومية، وتراثاً من الفكر يضن به الزمن على البلى. وليست هذه الكلمة العاجلة العابرة بشيء في جانب ما أسدى وأجدى خدم به القضية العربية والفكرة الإسلامية، فموعدنا بوفائه سلسلة من المقالات نترحم بها لحياته ونعرض فيها لتراثه في الأعداد القادمة من الرسالة إن شاء الله.

محمد فهمي عبد اللطيف

حفلة المجمع اللغوي لاستقبال الأعضاء الجدد:

كانت الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الخميس الماضي موعداً للجلسة العلنية التي عقدها مجمع فؤاد الأول للغة العربية لاستقبال الأعضاء العشرة الذين عينوا به أخيراً.

وقد حضر إلى دار المجمع في الموعد المحدد - عدا الأعضاء القدماء والجدد - طائفة من رجال العلم والأدب، فافتتح الحفل سعادة رئيس المجمع أحمد لطفي السيد باشا بكلمة وجيزة

<<  <  ج:
ص:  >  >>