رحب فيها بالأعضاء الجدد، وقال إن أمام المجمع مهام جسيمة ترجو بمعونتهم أن نسير فيها، وأشار إلى أن أعضاء المجمع قد بلغوا الأربعين، وهو أقصى ما يمكن أن تتسع له حجرة الاجتماع، وهو لذلك يذكر الحكومة بضيق مكان المجمع الحالي.
ثم ألقى الأستاذ أحمد أمين بك كلمة المجمع في استقبال الأعضاء الجدد، فبدأ ببيان ما تدل عليه كلمة (مجمع) وذكر تعريف كاتب إنجليزي للمجمع بأنه هيئة متعاونة غرضها تهذيب وترقية الأدب والعلم والفن، يدعوها إلى ذلك العشق الخالص لغرضها. وأشار الأستاذ بكلمة (عشق الغرض) وأثرها في الإنتاج، وقال أن هذا العشق لم يكن بعيداً عنا نحن الشرقيين فقد قامت منا أفراد بما تقوم به المجامع كالأزهري وابن منظور، وذكر أن أمام المجمع مشاكل لا بد أن يجد لها حلولا، وأن له غايات ومطالب، منها وضع معجم واف بحاجات العصر، ومعجم تاريخي مطول، وأن يكون المجمع محكمة عليا للإنتاج الأدبي في العالم العربي، وأن يكون حارساً على اللغة ليشرف على ما يكتب في الصحف وما يستعمل من ألفاظ وأساليب، وأن يستحث الحكومة والأغنياء على التبرع بالمال لتشجيع الأدباء على الإنتاج. وقال إنه وجهت إلى المجمع نقود كثيرة من أن نتاجه قليل أو أنه يختار ألفاظاً لم يستسغها الجمهور؛ ودفع بأن طبيعة المجمع دائماً طبيعة محافظة، وأن طبيعة العلماء تميل إلى التدقيق والبطء، وتفضل النتاج الصحيح القليل على النتاج الكثير في غير نضج، وبأن ليس للمجمع استقلال مالي يشعره بالحرية في العمل. ثم رحب بالأعضاء الجدد وعرف كلا منهم بكلمة قصيرة. ومن الطريف أنه قال بعد ذلك (هذا - أيها السادة - عرض سريع لهذه العشرة الطيبة) فضحك الحاضرون من كلمة (العشرة الطيبة).
ثم قام الدكتور إبراهيم مدكور، فألقى كلمة الأعضاء الجدد فأشاد بفضل المجمع وبين حاجة البلاد إليه؛ وشكر هيئة المجمع على الحفاوة به وبزملائه الجدد، وقال أن المجمع يمتاز بخصائص ثلاثة: عمل صامت، وتعاون صادق، واعتدال وحكمة. ثم أفاض في الحديث عن قوانين علم اللغات المقارن التي من أهمها أن اللغات جميعها تخضع لقانون السير والحركة والتغير والتحول إلى أن قال) إن اللغات في حركة مستمرة، فمن العبث أن تعترضها ونقف في طريقها، أو أن نفرض عليها قوالب جامدة لا تلبث أن تخرج عليها. وإن الصورة المثالية القديمة التي كانت تفرض اللغات لا يقرها العلم المعاصر ولا يقول