للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ورأى التلاميذ يضحكون فرجع، وجعل التلاميذ يأخذون من الرمل والوالد ينادي فلا يردّ أبوه ولا يصدقه. .

وكانت هذه ثمرة درس الأخلاق في المدرسة!!

ألف جنيه مصري:

وتركت الشباك، وأخذت جرائد عتيقة فجعلت أصفحها، فوجدت في إحداها إعلانا عن جائزة قدرها ألف جنيه مصري لصاحب أحسن اقتراح يقدم إلى المجتمع اللغوي لإصلاح الكتابة العربية. . . فعجبت من هذه الخرافة التي لا تزال تتردد على الألسنة، خرافة فساد الكتابة العربية وحاجتها إلى الإصلاح، وكنا نعظم أن نسمعها من بعض الكتاب المجددين المفسدين، فانعكس الزمان حتى صرنا نسمعها من ألسنة من أقيموا حراسا للغة القرآن وتراث الجدود، بل لقد سمعنا من كبير فيهم قاصمة الظهر التي أنكرناها على الأتراك، وأذاقوهم غصصها، فلما أَبَتْها هذه الأمة وأبى لها عقلها ودينها قبولها، جاءوهم بها في ثوب جديد، هو إصلاح الكتابة، وأنا لا أدري والله أيجدّ هؤلاء القوم أم هم يريدون شيئا يعملونه ويتسلون به حتى لا يقال انهم يجتمعون على غير شئ، ويأخذون المرتبات في غير عمل، فإن كانوا جادين فليعلموا أن كل تبديل في كتابتنا مهما قلْ يقطع صلتنا بماضينا، ويجعل هذه الكتب بالنسبة للناشئ الجديد كأنها مكتوبة بالكوفي لا يفهمها إلا الخاصة، وهو كما يبدو أقصر طريق لإبادة كتب الدين واللغة، والقضاء على المكتبة العربية حتى تصير من الآثار القديمة، وتعود كأنها اللغة الأجنبية التي لا تفهم إلا بترجمة. ثم ما عيب كتابتنا؟ مالها؟ أنا أراها كاملة لا تحتاج إلى زيادة، صحيحة لا يعوزها الإصلاح، بل هي تفضل من جهات كثيرة كتابة الأمم الأخرى.

ومن قال لهؤلاء الناس المحترمين، إننا أتباع لهم في كل مايقررون، نطيع أوامرهم، ونمشي على آثارهم، ونأتم بهم: نركع إن كبروا، ونرفع إن حمدوا، كلا والله، ولو أن مصر - لا سمح الله - قبلت بهذا، ما قبلنا به نحن، ولا أقررنا أي تبديل في كتابتنا، لأننا نثلج بذلك صدور أعداء الله وأعداء العربية الذين لا يغيظهم منا إلا أننا نتمسك بماضينا وعلومنا، فنتخذ منها دافعاً إلى المعالي، وعاصماً من التردّي في هوّة الإلحاد والضياع.

ألا إن هذه الألف، وهي تعدل تسعة آلاف ليرة سورية وزيادة، ربح لمثلى عظيم، وثروة ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>