للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بمثل: سافر تجد عوضاً، يلتذ التلميذ، ويجد النشوة والسرور؟ وهل بمثل: فانصب فإن لذيذ العيش في النصب يستفيد فكرة أو عبارة طريقة؟ اللهم لا.

ثم ابحث معي عن كلمة واحدة شعرية في البيتين فلن تجد، وما أكثر ما تجد هذه الطرافة والجدة في قصيدة مثل (العصفور الصغير) للأسمر، و (أنا. .) لإيليا أبى ماضي وغيرهما مما يهز قلب التلميذ، ويثير عواطفه، ويفتح عينه وقلبه للحياة فتحا.

ولست أزعم أن ذلك خاص بالشعر الحديث فالقديم غني حافل ففي رثاء (السلكة) (للسليك) وفي غزل (المنخل اليشكري) وفي تهكمات (ابن الرومي) جمال وإمتاع وشاعرية نابضة قوية ممتنعة على عقول العلماء الذين يقتسرون الشعر اقتسارا، ويعنفون عليه بقوة اللغة، ولا يقودونه بفيض العاطفة، وسلاسة الطبع، وقوة الشاعرية!

ومما يؤسف أن يخصص للمطالعة حصتان قصيرتان لا تقرئان ولا تفيدان، والمطالعة، مادة العربية، تستغل في الثقافة فلابد من المعنى، وفي الإملاء فلابد من تكرير النظر إلى الكلمات الصعبة وفي الإنشاء فلابد من استعادة الجميل من العبارات، وإدخاله مدخلا كريما في مناسبات جديدة، وهيهات أن تتسع الحصتان لذلك كله.

فهذا كتاب المطالعة يا قوم، لا عون فيه على القراءة، ولا انسجام بين موضوعاته ولا تناول لطريف الأحداث، ولا حسن اختيار لقطع الشعر، فماذا بقي؟

لا تبكوا على التلاميذ إذ يكبون في الامتحان، لا تصرخوا ولا تستصرخوا. . .

أيها القوم. . . السم في الدواء!!

كامل السيد شاهين

المدرس بالمدارس الأميرية

<<  <  ج:
ص:  >  >>