سلاح الكلام، والطعن في نسبهم إلى فاطمة، خاصة أن لدولة تأسست على هذا الإدعاء، وكانت دعوتهم قبل أن ينشرها داعيهم أبو عبد الله الشيعي سرية، وذلك خوفا على أئمتهم المستورين من ولاة العباسيين في ذلك الوقت فساعد هذا الجو على الطعن في الظلام، ولذلك صدر محضران الأول في سنة ٤٠٢هـ في عهد القادر بالله المعاصر للخليفة الفاطمي المستنصر وذلك بعد مضي قرن على إنشاء الدولة الفاطمية، وقد قرأت هذه المحاضر المملوءة بالقدح في نسب الفاطميين ونسْبهم إلى مجوس، في المساجد وأعلنت للناس. ولا يعنى هذا التجريح في نسب الفاطميين بعد قرن أنه لم يكن موجوداً قبل ذلك أي قبل المحاضر فقد أيد هذا الطعن في نسبهم بعض المؤرخين أمثال ابن خلدون، وأما سبب ظهور هذا الطعن بعد مضي قرن فيتحصل كما يظهر للأستاذ الأمير مأمور في كتابة:
١ - الكراهية المتأصلة في العباسية من نسل علي وفاطمة.
٢ - المرارة من مقاسمتهم أملاكهم وذلك حينما هددوا سلطانهم.
٣ - الحقد الذي تولد من منافسة القاهرة قاعدة الفواطم لبغداد قاعدة العباسيين كمركز للعلم والثقافة والفن والأدب الإسلامي.
٤ - الخوف من امتداد سلطانهم لما بقي في أيديهم.
٥ - الفرصة مواتية لاختلاف العلويين وعدم تضامنهم. فهذه هي الاثنا عشرية والفواطم والأدارسة.
٦ - إمكان التأثير على بعض العلويين وضمهم لجانبهم.
٧ - كذلك البويهيون لا يمانعون؛ لأنه قد نالهم الضعف فقدروا الخطر الفاطمي حقَّ قدره.
٨ - إمكان إثارة العناصر السنية التي توجد في الأجزاء التي امتلكها الفاطميون.
٩ - إعلان هذه المحاضر في مثل هذه الظروف يضعف نفوذ الفواطم، ومن ناحية ثانية فهو لا ضرر منه على العباسيين.
١٠ - ملاءمة الوقت لوجود خليفة مكروه وهو الحاكم.
على أية حال كتب المحضران، وحرص الحليفتان على أن يوقع عليهما كبار العلويين والقضاة والفقهاء وذلك حتى يحوز الطعن بعض الأهمية ولا يتسرب الشك إلى الناس