فليس من الضرورات، فهو يكون في النثر كما يكون في الشعر؛ وهذا، وذاك، وذلك، أمور مستساغة، بل كثيراً ما تستعذب وتستملح.
ومما أخطئه الإنصاف فيه نقده لتيمور إذ يصف فنه بالفتور، وبأنه يؤثر اللطف والدعة على الانفعال والحرية. وهو في هذا يضع موازين (غير مختومة. .) ويزين بها.
فهذا أديب وديع لطيف يصدر في أدبه عن ذات نفسه، فيؤثر فيه اللطف والدعة، أليس هذا من (الصدق الذاتي) في الأدب؟ أولا يكون النتاج معجبا إلا إذا صخب فيه الأديب وعربد. . .؟
وعلى الرغم من كل ذلك فكتاب (كتب وشخصيات) مرحلة من مراحل النقد في أدبنا الحديث، فيها نضج كثير ودنو من المثال، وأسلوب الكتاب هو أسلوب الأستاذ سيد قطب الذي يعرفه القراء دقيق التعبير نابضاً بالحياة، وسيد قطب هو (الناقد اللازم) الآن للمكتبة العربية، وعدته في ذلك (رصيد) ضخم من الطبيعة الفنية، ونفاذ بارع، وجد بالغ، وقدر لا بأس به من التجرد من عوائق مسير النقد في سبيل الإنصاف، على أن هذا القدر يعوز الكثيرين. . .