مفتوحاً من الناحية الشكلية. إنما كان الجديد الذي له قيمة فنية حقيقية في عمل توفيق الحكيم، هو الانتفاع بالأساطير في عمل فني له قيمة أدبية. مع التقدم الواضح في طريقة الحوار وسبكه وجريانه.
أما اليوم فعمل من نوع (خان الخليلي) و (القاهرة الجديدة) يبدو وليس فيه من البريق ما يلفت النظر. فكثيرون كتبوا روايات قصصية، وروايات تمثيلية، وأقاصيص. . . الخ.
ولكن كان على النقد اليقظ - لولا غفلة النقد في مصر - أن يكشف أن أعمال (نجيب محفوظ) هي نقطة البدء الحقيقية في إبداع رواية قصصية عربية أصيلة. فلأول مرة يبدو الطعم المحلى والعطر القومي في عمل فني له صفة إنسانية؛ في الوقت الذي لا يهبط مستواه الفني عن المتوسط من الناحية الفنية المطلقة. فهو من هذه الناحية الأخيرة يساوي أعمال توفيق الحكيم في التمثيلية.
أم إنه لا بد لنجيب محفوظ وأمثاله أن يلقوا بأنفسهم في أحضان أحد، ليقدمهم إلى الناس؟.
لقد فات الوقت الذي كانت هذه هي الوسيلة الوحيدة للظهور، والجمهور لم يعد ينتظر هؤلاء الشيوخ ليقرأ أو يحكم. فعلى هؤلاء الشيوخ أن يؤدوا واجبهم إذا شاءوا أن تظل الأنظار معلقة بهم كما كانت الحال!.
القاهرة الجديدة. . .
هي قصة المجتمع المصري الحديث، وما يضطرب في كيانه من عوامل، وما يصطدم في أعماقه من اتجاهات.
قصة الصراع بين الروح والمادة، بين العقائد الدينية والخلقية والاجتماعية والعلمية، بين الفضيلة والرذيلة، بين الغنى والفقر، بين الحب والمال. . . في مضمار الحياة.
وهي تبدأ في نقطة الارتكاز في الجامعة، حيث تصطرع الأفكار الناشئة هناك بين طلابها - بفرض أن الجامعة ستكون هي (حقل التجارب والإكثار) للأفكار النظرية التي تسير الجيل. . . ثم تدفع بشتى الأفكار والنظريات النابتة في هذا الحقل، إلى مضمار الحياة الواقعية، وغمار الحياة اليومية، وتصور صراع النظريات مع الواقع خطوة فخطوة، تصوره انفعالات نفسية في نفوس إنسانية، وحوادث ووقائع وتيارات في خضم الحياة.
وصفحة فصفحة نجدها في صميم الحياة المصرية اليومية. هذه الأفكار المجردة نعرفها،