وكانت هذه تقاتل بالسيف والخناجر فأوجدت حالة من الفوضى في الخلافة العباسية فأضعفتها، واستولى على أجزاء منها، وكان يدعو في هذه الأجزاء للإمام الفاطمي، وإن كان في آخر أيامه دعي لنفسه وادعى أن نسب المستنصر باطل، وتسمى بالإمام، كذلك تغالى في دعوته كما هو مذكور في كتاب الشهرستاني فاختلف عن الدعوة الفاطمية.
المهم في هذه الحركة أنها لاقت تأييداً من الخليفة المستنصر وكانت الفوضى التي أثارتها سبباً دعا إلى سقوط الدولة العباسية فيمل بعد بحيث أنهكت قواها الفتن والقلاقل وأضعفتها فلما جاء المغولي هولاكو، وجدها لقمة مستساغة.
فالعلاقة في هذه الحركة لم تكن مباشرة بين بغداد والقاهرة كما كانت في عهد البساسيري، تلك هي العلاقة بين بغداد والقاهرة في عهد الفواطم مرت بمراحل ثلاث كما ذكرت كانت أولاها على أحسن ما تكون العلاقات وتدرجت في السوء حتى وصلت إلى العداء الصريح في الفترة الأخيرة، تدرجا يتبع مدى تشيع أصحاب الأمر والنهي في بغداد للعقيدة الشيعية التي منها الفواطم.
وسينتهي الأمر بتحكم السلاجقة الشاميين وخاصة أتابكة الدولة الزنكية في شئون مصر الداخلية، ويظهر صلاح الدين الأيوبي الذي يكون على يديه القضاء على الدولة الفاطمية في مصر وتكون الدولة الأيوبية. فنجد أنفسنا بازاء علاقة أخرى هي علاقة الشام بمصر، ولذلك نتركها لفرصة أخرى.