وليس ذلك لأنها لن تستطيع الدفاع عن نفسها منفردة، ولكن لأن الحدود بينها ليست طبيعية ولذلك لا يمكن أن يبنى الدفاع عن واحد إلا على أساس الدفاع عنها جميعها. والحرب الأخيرة نفسها تقدم إلينا أسطع مثال على هذا، إذ كان مصير هذه الأقطار واحداً حين انتصر الألمان، وواحداً حين انتصر الحلفاء، وعجز المارشال رومل عن الصمود في تونس أمام جيوش الحلفاء التي احتلت الجزائر ومراكش.
وعلى ذلك فنستطيع أن نصل إلى نتيجة منطقية سليمة هي أن شمال لن يستطيع أن يكون إلا مجتمعاً؛ وسوف يكون اتحاده مصدر قوة، ولن تتمتع واحدة من بلاده باستقلالها كاملا ما دامت إحدى جارتيها محتلة بالجيوش الأجنبية. وإن السبيل الوحيد إلى ذلك هو قيام (اتحاد شمال أفريقيا العربي).
وإلا فسوف يكون من سخرية الأقدار أن يجمع بينها الاستعمار ثم يعجز عن ذلك الاستقلال.