للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لغتنا أي جناية وتعويق لنهضتنا أي تعويق.

وليضع كل من يتصدى لتعليم الأطفال أو التأليف لهم نصب عينيه، وصك أذنيه وملء ضميره وجهد حبه للخير أن كل خطأ ينطبع في أذهانهم وكل وهم أو زلل يعترض سبيلهم إنما هي في الحقيقة مزالق أو حفر يتردى فيها الطفل الوادع المسكين وليس له ذنب في ترديه إلا وثوقه بكفاية معلمه وأمانة أستاذه الذي أبى قصوره أو تقصيره إلا أن يحقق قول أبي العلاء:

(ما الناس إلا سالك مسترشد ... وأخ - على غير الطريق - يدله)

ولن يغفر التاريخ إثم من يتصدى لتعبيد الطرق للعابرين إذا عرضهم للمخاطر والتلف، ولن تشفع له جهوده العظيمة وحسناته المتوالية في هذا الجرم الشائن.

أما بعد، فليأذن لي القارئ متفضلاً أن أصرخ - قبل أن أختتم هذه الكلمة - صرخة مدوية منبعثة من الأعماق في وجه كل من يتصدى لوضع كتب لأطفالنا ممن لا يدينون بهذا المبدأ المقدس الأسمى، فيملأها رطانة وركاكة وأغلاطاً ويجني بذلك على نهضتنا عابثا أو جاداً، عامداً أ، غير عامد، أكبر جناية يسجلها تاريخ عزتنا، ويدونها سجل قوميتنا، ويقبح جانبها كل غيور على الصلاح، ويلعن جارمها كل محب للعرب منتصر للعروبة.

ألا هل بلغت، اللهم فأشهد.

كامل كيلاني

<<  <  ج:
ص:  >  >>