ووجدت أعداء الحق والفضيلة والصلاح إذا حملتهم المناسبات على القول في أضداد ما يقترفون: أتوا بالقول الساحر والبيان الخالب، طلباً لتصفيق الجماهير البلهاء، لا لوجه الله. . .
ووجدت الجماهير البلهاء أسرع إليهم وأشد احتفالاً بهم من احتفالها بالعاملين الصادقين المحسنين. . .
لقد وجدت هذا. . . فصرت لا أخدع بالكلام. . . وعلمت لماذا كان العمل هو الأمر الوحيد الذي جعله الله ميزان القلوب ومعيار الحساب. . . وعلمت السر في حديث (محمد) سيد المصلحين المخلصين - صلى الله عليه وسلم - في وصف الدجالين الذين يدسون أفواههم في دعوات الإصلاح كما تدس الخنازير أفواهها في وضوء المتطهرين المسلمين:(يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان: مالك! ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟! فيقول: بلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهي عن المنكر وآتيه).