الذي عرف باسمه من بعده، وهو أن الكواكب تدور في دوائر مراكزها تدور في دوائر أكبر منها حول الأرض.
بهذه الفكرة تمكن بطليموس من تعليل حركات الكواكب السيارة في السماء ذهاباً وإياباً، ومن تعليل ثباتها مدة من الزمن عند تغييرها من ذهاب إلى إياب وبالعكس. فقد قال إن حركة الذهاب والإياب مسببة عن كون حركة الكوكب في جهة عمودية لاتجاه خط النظر وثبات الكوكب مسبب عن كون حركة الكوكب في اتجاه واحد مع خط النظر، وذلك كما يلاحظ في حركة اقتراب أو ابتعاد الكوكب عن الأرض، إذ يعجز الإنسان عن إدراك الحركة فيظن صاحبها ثابتاً.
وأما انحراف السيارات عن دائرة البروج أو فلل الشمس فهو ناتج عن ميلان سطوح الدوائر الصغيرة عن سطح الدائرة الكبيرة.
وهذا النظام الكوني نظام بطليموس وهبارخس، وان كان مرتكزاً على جعل الأرض ثابتة بالنسبة إلى عوالم النجوم حولها فان الأرصادات الدقيقة للحركات الظاهرية لم تذهب قط سدى، وهي من الأهمية بمكان في تقدم علم الهيئة الحديث. والحقيقة في فكرة النظام البطليموسي أنها لم تبتدئ مع بطليموس، فأول من عرض هذه الفكرة كان ابولونيوس في القرن الثالث قبل الميلاد، فقبلها هبارخس في القرن الثاني قبل الميلاد، ولما أتى بطليموس في القرن الثاني بعد الميلاد، توسع فيها وزاد عليها وشرحها شرحاً وافياً في كتابه الماجسطي، وظلت أساس معتقد الناس والكنيسة في النظام الكوني أربعة عشر قرناً.