٣ - ذاع استعمال يا ليل وما تفرع عنها في الموشحات الأندلسية - كما سيأتي -، فالقول بأنها استعملت بعد الجلاء تخليدا للذكرى لا يرد.
٤ - تحقيقنا الآتي يثبت أنها من أصل (يا مواليا).
المذهب الخامس:
مذهب الصديق الطبيب فؤاد رجائي الرامي إلى أن في الفارسية ألفاظا تعبر عن شعور الوداد، وهي: جانم عمرم ميرم أفندم يا للا يا للن يا للان. وأن يا للا وما تفرع عنها هي مصدر يا ليل، نقلها زرياب إلى الأندلس، فيما نقل، أيام الحكم بن هشام، فتداخلت الموشحات لتتلاقى نقص الموازين الشعرية عن الموازين الموسيقية، وفي هذا إخضاع الشعر للموسيقا، بعد أن كانت الموسيقا هي الخاضعة للشعر.
استعملت هذه الألفاظ إذن لتملأ الفراغ الذي يقتضيه النغم فاملأت (جانم) فراغ تن تن، و (أفندم) فراغ تتن تن، ويا للا فراغ تن تتن وهكذا، لذا أسموها ترنم:(ترل).
ثم دخلتها يا المتكلم العربية، فكانت مع شيء من التحريف يا ليلي، حدث هذا في عهد الفاطميين، أو ملوك الطوائف بدليل أن الموشحات التي هي في حوزة الأستاذ الشيخ على الدرويش خالية من (يا ليلي) لكنها تظهر فجأة في موشح: (أحن شوقا)، وهو من تأليف عبد القادر المراغي وتلحينه، وكان نديم السلطان حسين بن الشيخ أويس التركستاني وتوفى سنة ٨١٨هـ كما يقول رؤوف بكتابك، فظهور هذه الياء حدث إذن بعد انقراض الدولة العربية في الأندلس.
ثم تقلص ظل عمرم ميرم أفندم يا للا، وحل محلها يا للي، ويا عيني ويا سيدي.
المناقشة:
١ - لم تتداخل ألفاظ الترنم الغناء الفارسي. فيصار إلى نقلها إلى الغناء العربي.
٢ - كل ألفاظ الترنم ذات دلالة في الفارسية إلا يا للا وما تفرع عنها، فإن اللغة الفارسية خالية منها.
٣ - لو حكمنا بزيادة (يا)، كان في الفارسية (لا لا) ومدلوها: العبد والمربى، وإنما كان من