يقول الصديق الطبيب فؤاد رجائي في رده على موجز مقالنا هذا وقد نشرناه في مجلة الضاد: س ١٥ عدد كانون ٢ وشباط سنة ١٩٤٥، كما نشر رده في المجلة نفسها عدد تموز وآب سنة ١٩٤٥:
(ولا بد لي قبل تفنيد الشق الثاني من مذهبكم أن أذكر لكم مذهبا خامسا كنت قد قرأته منذ زمن بعيد، ونسيت أين قرأته، وهو يقول: (وكان في الأندلس واد يسمى وادي الليل، لأن أشجاره الملتفة كانت تحجب ضوء الشمس، فيخال الجالس في ظلها النهار ليلا، وكان مجمع السمار والأهلين. وحين انقرضت الدولة الأموية في الأندلس، وهجر البلاد أهلها بقيت ذكراه عالقة في الأذهان، فجعل المغنون يرددون اسمه تخليدا لذكراه).
ثم قال:(وسيكون دحض هذا المذهب حين نبرهن أن لفظ (يا ليلي) لم يظهر في عالم الغناء، إلا بعد انقراض الدولة الأندلسية بعصور عديدة، وليس من المعقول بعث هذا الذكرى بعد عصور عديدة قضتها في دياجير العدم).
المناقشة:
رأيت أن الصديق الأستاذ، أورد هذا المذهب على طريقة تسجيله صحيحا كان أو خطأ، ثم رأيت أنه دحضه، وله ملء الحق في دحضه لشيء مما علق عليه ولما نورده فيما يلي:
١ - ذهبنا نبحث في كتب الجغرافية القديمة عن وادي ليل فلم نجد له ذكرا؛ والأسفار التي روجعت هي المسالك والممالك لابن خرداذبة ط ليدن، أحسن التقاسيم للمقدسي ط ليدن، الأعلاق النفيسة لابن رسته ط ليدن، مسالك الممالك للاصطخري ط ليدن، المسالك والممالك لابن حوقل ط ليدن.
على أن معجم البلدان لياقوت يذكر في الواو: والوادي: بالأندلس من أعمال بطليوس.
٢ - ذهبنا أيضا نبحث في تارخي الأندلس، فلم نعثر على ذكر له. وكانت مراجعنا: الصلة لابن بشكوال ط مجريط، تكملة الصلة لابن الأبار ط مجريط، بغية الملتمس للضبي ط مجريط، تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ط مجريط، المعجم في أصحاب القاضي الصدفي ط مجريط، المغرب في حلي المغرب ط ليدن، المغرب في ذكر بلاد أفريقية