للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

العويصة حتى وافاه الأجل المحتوم فعظم موته على صاحب الترجمة وحزن عليه حزناً شديداً، وقد شيع نعشه بنفسه مع حشمه وأعيان المدينة.

وقد أفاد داود باشا الزوراء فوائد كثيرة، فمن جملة هذه الفوائد تنظيمه الجيش على الطراز المشهور في عصهر وجلبه الصناع المهرة والأساتذة البارعين من ديار الإفرنج وسائر أقطار العالم المتمدين، وإقامته دار صناعة (ترسخانه)، أي معمل لصنع الأدوات الحربية والمدافع والقنابل والبنادق ونحوها من المهمات والذخائر العسكرية وتأسيسه المدارس، وإنشاؤه دوراً للعلم والأدب وتشييده المكاتب العامرة الحاوية من الكتب المخطوطة النفيسة وغيرها من المطبوعات، وإصداره جريدة باسم (جورنال العراق) وكانت تطبع بمطبعة حجرية، وتعميره الجوامع، وشقه الترع والأنهار. ومن بعض آثاره الباقية حتى الآن جامع الباب الشرقي المعروف اليوم بجامع السادة وجامع الثكنة في الرصافة، وهرى السيف الواقع في الجانب الغربي من بغداد (الكرخ) وقد أرخ بناءه الشيخ صالح التميمي بقوله:

أقسم بالله الذي زينت ... سماؤه بالخنَّس الكنس

أن الذي شيد هذا البنا ... ذو همة بالفلك الأطلس

داود ذا الأيدي ومن حلمه ... ما حل في شخص سوى هرمس

فقل لمن يرغب في مكسب ... من ناطق فيه ومن أخرس

أوف إذا كلت ومن بعد ذا ... أرخ وبالميزان لا تبخس

١٢٤٠هـ

(يتبع)

رزوق عيسى

<<  <  ج:
ص:  >  >>